قوة احترافية بتأهيل عالي.. "صاعقة الطوارق" تنضم إلى تشكيلات المقاومة الوطنية

الجبهات - منذ 3 ساعات و 14 دقيقة
المخا، نيوزيمن:

تواصل المقاومة الوطنية تطوير قدراتها العسكرية وتنويع وحداتها القتالية كجزء من استراتيجية طويلة المدى تهدف إلى استعادة الدولة ومواجهة المشروع الإيراني في اليمن. 

التحولات الميدانية والسياسية خلال السنوات الماضية دفعت قوى المقاومة إلى تحويل التركيز من عمليات غير منتظمة إلى بناء قوة احترافية قادرة على القيام بمهام خاصة ومؤثرة في ميادين القتال، عبر تأهيل وحدات متخصصة وتوسيع قاعدة التدريب والتجهيز. هذا التوجه لا يهدف فقط إلى تحقيق مكاسب قتالية آنية، بل إلى خلق بنية عسكرية مؤسسية تُعيد للجيش دوره كقوة دولة قادرة على تحرير العاصمة وبقية المناطق من سيطرة الميليشيا. 

وشهدت المقاومة الوطنية، تزامنًا مع احتفالات الشعب اليمني بذكريَي ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر، حفل تخرج الدورة الأولى لصاعقة (الطوارق) ضمن قواتها الخاصة، في فعالية أعادت التأكيد على التكامل بين البعد الرمزي للعيد الوطني والجهود الميدانية لبناء القوة. 

قدم الخريجون عروضًا ميدانية مجسدة لمهاراتهم القتالية ولياقتهم البدنية ودقة التصويب والانضباط، بعد دورة تدريبية مكثفة تركزت على مهارات القوات الخاصة والعمليات البرمائية والإنزال والحرب غير النظامية. 

في كلمة له خلال الحفل، نقل قائد اللواء الأول مشاة بحري، العميد الركن بهيجي الرمادي، تهاني وتبريكات الفريق أول ركن طارق صالح، عضو مجلس القيادة الرئاسي وقائد المقاومة الوطنية ورئيس مكتبها السياسي، مشددًا على أن تخرج مثل هذه الكوادر يمثل رافدًا نوعيًا لقوة المقاومة والمعركة الوطنية ضد مشروع إيران وأدواته في اليمن. وأكد الرمادي أن المقاومة تدرك حجم المسؤولية الملقاة عليها، وتعمل على بناء قوةٍ مؤهلة تواكب متطلبات استعادة الدولة وعاصمتها التاريخية صنعاء. 

وتشكّل دورة الصاعقة إضافةً نوعية لقدرات المقاومة على عدة مستويات من حيث الاحترافية التقنيّة والتكتيكية، ومن حيث التخصص في مهام الـ"قوات الخاصة" التي تشمل إنزالًا، استطلاعًا خاصًا، وعمليات اختراق خلف خطوط العدو؛ وكذا على مستوى الرمزية المعنوية إذ يعزز تخرج هذه الدورات الروح القتالية للمنتسبين ويُرسل رسالة مفادها أن المقاومة تبني قوة مستدامة ليست مجرد تشكيلات شعبية متفرقة. هذه العناصر جميعها تجعل من المقاومة الوطنية عنصراً مركزياً في أي عملية مستقبلية تهدف إلى قلب موازين القوة داخل اليمن. 

وعبّر الخريجون عن فخرهم بالانتماء إلى صفوف القوات الخاصة في المقاومة الوطنية وجددوا العهد بالولاء للوطن ومواصلة المعركة حتى تحقيق النصر المتمثل بهزيمة الانقلاب الحوثي. تأتي هذه المشاعر مدفوعة بتدريب مكثف وشعور بالمهمة الوطنية، ما يساهم في بقاء القادة والكوادر المهنية داخل الإطار التنظيمي للمقاومة وعدم تشظّيها إلى مجموعات هامشية. 

ويؤكد خبراء عسكريين أن وجود وحدات متخصصة وبمستوى تدريب وتأهيل عالي تغيّر من طبيعة المعركة على المدى المتوسط، فهي قادرة على تنفيذ عمليات خاصة يزيد من تكلفة سيطرة الميليشيا ويخلق خيارات أوسع للقيادة السياسية والعسكرية في السلطة الشرعية والمجالس القيادية للمقاومة. كما أن هذه الخطوات قد تؤثر في موازين الدعم الدولي والإقليمي للمشروع الوطني، خصوصًا إذا صاحبها التزام واضح بضوابط العمل العسكري واحترام المدنيين وحقوقهم، ما يعزز الشرعية السياسية للمقاومة باعتبارها بديلاً مؤسساتياً عن السلاح غير المنضبط.