فتاة حُرمت من وظيفة بسبب ”توصية“.. جهاز الحوثي الأمني يحكم المنظمات الدولية بصنعاء

متفرقات - Thursday 04 July 2019 الساعة 10:01 am
صنعاء، نيوزيمن، نجوى إسماعيل:

غادرت ”سماح“ مكتب إحدى المنظمات الدولية العاملة، في صنعاء الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، وكلها أمل بأنها ستنال الوظيفة التي تقدمت لها.

فملفها العلمي والعملي يؤهلها لنيل الوظيفة، خاصة بعد أن لاقت استحسان وإعجاب لجنة المقابلة الخاصة باختيار شاغل أو شاغلة الوظيفة المعلن عنها.

القليل من الوقت كان كافياً لتعرف ”سماح“ أن المؤهل العلمي والكفاءة، لم يعودا معياراً لشغل الوظائف حتى في المنظمات الدولية بصنعاء، فبعد يومين تلقت اتصالاً من المنظمة يبلغها بعدم قبولها في الوظيفة، ويتمنى لها حظاً أوفرَ في المرة القادمة.

حاولت سماح التماسك أمام الصدمة، وتساءلت سراً كيف يتم الاعتذار لها وقد ألمحت لجنة المقابلة صراحة عن أن قبولها بالوظيفة أمر محسوم بالنظر لقدراتها ومهاراتها العلمية والعملية.

بيد أنها تذكرت فجأة، عندما همس لها أحد العاملين اليمنيين في المنظمة بعد المقابلة قائلاً (لو أنك عملتِ مذكرة توصية من الأمن الوقائي ستكون الوظيفة من نصيبك)، غير أن ”سماح“ لم تكن تعرف ما هو ”جهاز الأمن الوقائي“، لترد بالسؤال: ما هو جهاز الأمن الوقائي، وليش توصية منهم؟ هذه وظيفة مدنية ولا علاقة لها حتى بأجهزة الدولة.

تقول سماح في حديث لـ"نيوزيمن“: استمررت في البحث والسؤال، في أوساط العاملين بالمنظمات الدولية بالمناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، ووصلت إلى خلاصة واحدة مفادها (إذا لديك دعم أو وثيقة من إحدى الجهات الأمنية الحوثية أو الأشخاص الحوثيين ذوي النفوذ والمؤثرين فتوظيفك سيكون سهلاً وبدون أي عقبات).

وليست سماح الوحيدة التي تم رفض قبولها في وظيفة بإحدى المنظمات الدولية، بسبب عدم إرفاق ملفها بتوصية خطية من أجهزة أمن الميليشيا الحوثية، فهناك الكثير من الموظفين المحليين تم تسريحهم من المنظمات بعد سنوات طويلة من العمل، بفعل توصيات حوثية.

ويقول موظِّف الأشخاص في مكتب منظمة دولية بصنعاء: أصبحت عمليات التوظيف والتكليف بمهام للعاملين لدينا ترتبط بشكل رئيسي بالموافقة الأمنية لأجهزة الميليشيات، وعادة مايتم فرضهم لأسماء من قبلهم.

وتتحدث عدد من المصادر الحقوقية عن هيمنة الميليشيا الحوثية على المنظمات الدولية العاملة في صنعاء، وتقول هذه المصادر إن الحوثيين يتدخلون في الأعمال الإدارية الداخلية لمنظمات دولية مدنية إنسانية، ويفترض أنها محايدة.