امرأة تحدت الحرب في عدن.. (أم المقاومة)

متفرقات - Wednesday 04 September 2019 الساعة 10:41 am
عدن، نيوزيمن، ردينا نبيل العدني:

فرضت الحرب في اليمن ظروفاً قاسية، وظهرت قصص فريدة في عدن لنساء واجهن صعوبات الحرب بتحدٍ منقطع النظير.

وسنحكي اليوم إحداها وربما نحكي قصصاً أخرى في المستقبل..

إنها أم الكفاح المشهورة ب(أم رؤوف).. امرأة عدنية في زمن الحرب والفقر أصبحت رمزاً للكفاح لكل امرأة عدنية.

كان عملها الطبيعي بمقصف في المعهد المهني في منطقة الإنشاءات في المنصورة، وعند دخول الحرب تحول المعهد المهني إلى معسكر لقوات المقاومة الجنوبية، وكان مقصف المعهد سجناً للأسرى الحوثيين مؤقتاً.. وتعطل عملها الوحيد وهي تعول أسرة غاب عنها الأب، وتحملت مسؤولية الإنفاق والتربية..

ماذا ستصنع أم رؤوف ولها خمسة أبناء معظمهم إناث في المدرسة؟
هل ستذهب بهم للشارع.. للتسول؟
رفضت ذلك وفكرت بإيجاد بدائل، وحاولت وحاولت وفشلت أحياناً..

وأخيراً.. ذهبت إلى أحد قادات المقاومة الشعبية، وطلبت منه أن يخلوا لها المقصف أو أن تعمل معهم كطباخة لقوات المقاومة الشعبية..

تم قبولها كطباخة لهم. كانت متمرسة في الطبخ، وتقدمه لهم بنفس طيبة كأنهم أولادها.. كانت محبوبة من قبلهم، وكانوا ينادوها ب"أم روؤف"، وأحياناً أم المقاومة.

وبعد انتهاء طبخ الطعام تحاول القيام بعمل آخر، لبيع الزبادي والحقين والملح في مديرية المنصورة في سوق خليفة، وعند انتهاء عملها تذهب إلى المشفى لزيارة ابنها المصاب برصاص من قبل الحوثيين وتقوم بعلاجه.

وصل إليها مشردون من الحرب بعضهم من أسرتها وبعضهم ليسوا كذلك.. أنزلتهم منزلها الصغير المكون من غرفتين، جعلت غرفة لها ولأولادها، وغرفة للنازحين، كان عددهم كبيرا وصل لخمسة عشر فرداً..

يا للهول!! لا أحد سوف يصدق ذلك، لكنها الحقيقة. لقد آوت أم المقاومة، هذا العدد، سكناً وتغذية لفترة حتى وجد بعضهم مكان تناقص العدد..

سخرت أم رؤوف كل دخلها اليومي لجلب الأكل لهذا العدد وأولادها دون تذمر، ودون إعانة من أحد.

كانت تعود منهكة، تعود لترتاح وتنام لتستيقظ لنفس الروتين اليومي والكفاح الذي استمر أكثر من سبعة أشهر..

إنها مثال لإصرار المرأة العدنية الأصيلة وكما أنها مكافحة فهي أم حنونة، إنها أقرب الكائنات إلى الكمال..

إنها وسط بين الرجل والمرأة والملاك..

إنها تستحق كل التقدير والاحترام لما عانته من ظروف الحياة القاسية..

وهي مثال حي لقصص حدثت في عدن لم توثق حتى اليوم، ونحاول أن نوثقها..

وإلى لقاء في قصة أخرى...