"عقلان" عمل أدبي روائي جديد للكاتب محمد الشجاع

متفرقات - Saturday 14 September 2019 الساعة 08:41 am
القاهرة، نيوزيمن، خاص:

في لحظات مليئة بالأوجاع والضحايا، ومن نافذة أيامٍ تكرر ذاتها، وواقع عبأته الصراعات بالجهل والشرور، صدرت عن دار أروقة للدراسات والترجمة والنشر في القاهرة، رواية "عقلان" للكاتب محمد عبده الشجاع. يقع العمل في أكثر من 460 صفحة.

تعد الرواية هي العمل الثالث بعد عملين شعريين، هما "قطرات من غرف القلب" دار عبادي صنعاء 2006م، و"جرحًا توحد كي ينتقي شكل موته" صادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة القاهرة 2013م.

تفاصيل عن الرواية

عقلان، عمل واقعي اجتماعي، يجسد ظلال مرحلة تاريخية هامة في حياة المجتمع القروي اليمني بصورة بسيطة، غطى واحدة من أهم فترات الصراع في المناطق الوسطى من اليمن؛ التي عُرفت لاحقًا بأحداث "الجبهة" لعقد كامل، امتد من مطلع السبعينات حتى مطلع الثمانينات من القرن الماضي.

عمل يعكس الفجوة بين هموم الكبار وهموم البسطاء، يقدم تفاعلات مجتمع خرج للتو من حرب استدعت الصراع الأيديولوجي، إلى بيئة تتدين بفطرة المسلم الأول، ولا تعرف شيئًا خلف ذلك من أفكار الآخرين خارج القرية، رغم ذلك عاش في أوساطهم المتدين السلفي والإخواني واليساري، جميعهم تقاسموا شباب القرى كوقود للحرب الخاصة بهم، لكن ذلك لم يمنع هيمانة من ممارسة تمردها على الواقع التقليدي، والاستجابة لسطوة جسدها عليها وعلى محيطها.

صراع الأفكار والخرافة

لم يمنع الشيخ الصوفي من مواصلة بيع الخرافة على الناس بأغلى ما يملكون، إلى جانب بعض الأعشاب الطبيعية، ولم يوقف ختان فتيات القرية الذي أدى إلى وفاة بعضهن لممارسته بوسائل بدائية وفي ظل سرية كاملة.

لم يمنع الشيخ الشاب عماد من محاولة استرجاع مجد والده الشيخ الذي قاوم الجبهة الوطنية، ووقف في صف الدولة والجبهة الإسلامية الموالية لها.

كما أن كل ما جرى من صراع لم يؤثر على صداقة فائزة وعزيز، رعاة الجبل وفلاسفته، وساعد هزاع التاجر المتجول على استثمار شائعة حدوث القيامة، على ابتزاز كل نساء القرية وشراء ذهبهن المكنوز بثمن بخس، قبل أن يلقى مصرعه في حادث غامض.

لكنه صراع سياسي كرس سطوة الحامية العسكرية على القرية، ومنحها صلاحيات ملاحقة عناصر الجبهة الوطنية، ومصادرة أسلحتهم لسنوات لاحقة، ووضع أبا عزيز في سجون الأمن الوطني، رغم منصب أخيه فيه.

تساؤلات ومعاناة

يقدم العمل تساؤلات عزيز الفلسفية، وجدليات الفقيه والشيخ عبد الفتاح ويوسف، وتجليات الأعمى الذي لا تخفى عليه خافية، ودعوات مجنون القرية إلى التعقل بممارساته الخاصة، ومأساة "الزبال" الذي مات ليلة هروبه جراء الزلزال الذي ضرب البلاد، وتحولت المعونات الإغاثية للمتضررين إلى غنائم للقائمين عليها.

معاناة المغترب اليمني في دول الجوار، ومحاولات الطبيبة السويدية فرح (مارجريت) لفهم المجتمع اليمني؛ ونشر ثقافة تعزز من حق المرأة وحريتها بأخذها لوارثة معها إلى السويد، بعد أن تعرفت عليها نتيجة إسعافها إلى إحدى المستشفيات، بعد نزيفها الحاد عندما أجرت عملية ختان تقليدية كادت أن تقتلها.

كان لاختطاف الطفلة هديل وقع كبير كاد أن يغير ليس حياة الأسرة وإنما مجتمع بأكمله.

المخطوطات التاريخية، وضحايا الألغام والشعوذة، وعلاقة الشيخ بالصوفي وضابط الجيش، ومن سقط في طريقهم، بين القسوة والضجيج، الرغبات والموت، المساء، الخير والشر، وصراع العقل والعقل الآخر، الأرض وتقاسمها.

أبطال ودراما

يتعدد الأبطال بتعدد الأفكار (عزيز، فائزة، عماد، عمر عقلان، يوسف، عبد الفتاح، وارثة، قادرة، هيمانة، ياسين، الجدة، أم عزيز، عبد الغني، حمود، أمل، الصوفي، مرام، الضابط، كريم، سامية، سيف، حمزة المصاب بالوسواس القهري)، بصمات متنوعة لفسيفساء النسيج الاجتماعي اليمني، التي لم تتغير كثيرًا في المعاناة المستمرة؛ لمجتمع يخرج من حرب ليتورط في أخرى حتى اللحظة.

يقوم العمل على السرد القصصي المشبع بالدراما والتراجيديا، والحوارات البسيطة، والفلسفية، واللغة الشعرية، والوصف التقريري.

تم تقسيم العمل إلى مجموعة عناوين كي يساعد القارئ على الإمساك بخيوطه والتنقل بيسر.

يقوم العمل على حزمة كبيرة من الأفكار والأسماء كي يتاح للقارئ أن يعايش أكثر من فكرة وأكثر من حدث.