نيويورك.. إيران المحاصرة بـ"الهجمات" و"العقوبات" بدأت مشوار التنازلات
السياسية - Tuesday 24 September 2019 الساعة 11:08 pm
الاجتماع الأسبوعي الثاني لمجلس الوزراء السعودي عقب هجمات أرامكو انعقد بالتزامن مع احتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، دعا يوم الثلاثاء المجتمع الدولي ”لوضع حد للتصرفات والسياسات العدوانية التخريبية الإيرانية“، بينما تعهد الرئيس الأمريكي أمام زعماء العالم بتشديد العقوبات على إيران داعيا دول العالم للانضمام للولايات المتحدة في تشديد الخناق على الاقتصاد الإيراني وعدم مساندة "تعطش إيران للدماء".
الرئيس الإيراني حسن روحاني المحاصر في اجتماع زعماء العالم بالإدانات الدولية والإجماع المتزايد حول مسؤولية بلاده عن هجمات السعودية غير المسبوقة أخذ خطوة إلى الوراء، بدت صغيرة ولكنها كبيرة بالنظر إلى التشدد السابق، وفتح الباب لإمكانية إعادة الحوار حول الاتفاق النووي، وبدا أن إيران تضع قدمها في طريق التنازلات من هذه الساعة بالتقسيط، مع اشتراطه رفع العقوبات أولا، لكن المستشارة الألمانية التي التقت روحاني قالت إن هذا غير واقعي أو متوقع.
> إجماع غربي حول "الهجمات الإيرانية" على السعودية وانكشاف الرواية الحوثية "الخفيفة" - فيديو
ووفقا لوكالة الأنباء السعودية جدد مجلس الوزراء دعوته للمجتمع الدولي ”لوضع حد للتصرفات والسياسات العدوانية التخريبية الإيرانية“. ونقلت الوكالة عن الملك سلمان وصفه للهجوم، خلال اجتماع مجلس الوزراء، بأنه مثّل ”تصعيدا خطيرا“. وقال الوزير السعودي عادل الجبير للصحفيين في نيويورك الثلاثاء إنه يتوقع أن يكتمل التحقيق ”قريبا جدا“، مجددا إن السعودية تعتقد بأن إيران تقف وراء هذه الهجمات وإنها ستدرس ”جميع الخيارات“ الخاصة بردها فور استكمال التحقيق.
وندد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ”بتعطش إيران للدم“. وقال ”أمريكا تعرف أنه بينما يمكن لأي أحد أن يشعل حربا فإن الأكثر شجاعة فقط هم من يستطيعون اختيار السلام“. مضيفا ”جميع الدول عليها واجب التحرك... يجب ألا تساند أي حكومة مسؤولة تعطش إيران للدم. والعقوبات لن ترفع طالما واصلت إيران سلوكها الذي ينطوي على تهديد. سيتم تشديد العقوبات“. وقال ترامب ”بعد أربعة عقود من الفشل حان الوقت ليتخذ زعماء إيران خطوة للأمام وأن يتوقفوا عن تهديد الدول الأخرى ويركزوا على بناء دولتهم“. وأضاف ”أمريكا على استعداد لإقامة علاقات صداقة مع من يسعون بصدق لأن يسود السلام والاحترام“.
وفي تصريحات لممثلي وسائل الإعلام يوم الثلاثاء، وفقا لرويترز، قال روحاني إنه مستعد لمناقشة إدخال تغييرات أو إضافات أو تعديلات محدودة على الاتفاق النووي مع الدول الكبرى إذا رفعت الولايات المتحدة العقوبات عن طهران. وأضاف روحاني ”سأكون مستعدا لبحث إدخال تغييرات أو إضافات أو تعديلات محدودة على الاتفاق النووي حال رفع العقوبات“.
> نيويورك: الإيرانيون يساومون بعملائهم الحوثيين.. ترامب: "ماذا قالوا حول اليمن؟"
لكن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي اجتمعت مع روحاني يوم الثلاثاء قالت إنها أبلغته أنها ترحب بإجراء محادثات أمريكية مع إيران لكن من غير الواقعي أن تعتقد طهران أن العقوبات ستُرفع قبل أن تُجرى المحادثات. وقالت ميركل على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ”أرحب بالمحادثات بين الولايات المتحدة وإيران لكن لن يتسنى رفع جميع العقوبات أولا ثم تنعقد المحادثات. أعتقد أن هذا ليس واقعيا“.
واتحد الغربيون يوم الاثنين في بيان مشترك، بريطاني فرنسي ألماني، في تحميل إيران مسؤولية هجمات السعودية واستهداف منشأتي نفط لأرامكو السعودية في 14 سبتمبر/ أيلول الجاري، الأمر الذي حرم طهران من مساحات تحرك باللعب على الخلافات والتضارب الأوروبي الأمريكي. وذكر البيان المشترك ”من الواضح لنا أن إيران تتحمل مسؤولية هذا الهجوم. لا يوجد أي تفسير معقول آخر. نحن نؤيد التحقيقات الجارية لتأكيد المزيد من التفاصيل“. وجاء فيه ”حان الوقت لإيران كي تقبل بإطار مفاوضات طويل الأمد على برنامجها النووي وكذلك على القضايا الأمنية الإقليمية، والتي تشمل برامجها الصاروخية“.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يقود جهودا لمحاولة جمع ترامب بروحاني وإحداث اختراق في هذا الاتجاه عبر يوم الثلاثاء عن أمله في إحراز تقدم بشأن إيران في الساعات المقبلة بعدما أجرى محادثات مباشرة وصريحة مع نظيره الإيراني حسن روحاني. وقال ماكرون للصحفيين ”علينا العودة إلى طاولة المفاوضات لنجري مباحثات صريحة وملحة بشأن أنشطة إيران النووية والإقليمية وبرنامجها للصواريخ الباليستية، لكن علينا أيضا تبني نهج أكبر بشأن العقوبات“. وأضاف ”آمل أن نتمكن من إحراز تقدم في الساعات المقبلة“.