"معهد دول الخليج": الحوثي لن يتوقف بالجوف وقوات الأحمر لا تزال "محايدة"
السياسية - Tuesday 10 March 2020 الساعة 10:11 pm
قال معهد دول الخليج العربي، الذي يتخذ من واشنطن مقراً له، إن مليشيا الحوثيين كثفت في بداية شهر مارس الجاري، الصراع مع القبائل المحلية والقوات الحكومية المدعومة من السعودية في شمال اليمن، واستولت على أراضٍ في محافظة الجوف المهمة.
ورأى المعهد، في تقرير ترجمه "نيوزيمن"، أن الاستيلاء على مدينة الحزم عاصمة الجوف، يغير ميزان القوى لصالح الحوثيين، كما أنه يهدد بإحداث "تأثير الدومينو" بما يسمح للحوثيين بالاستيلاء على المدن الحيوية القريبة من الحدود السعودية.
وقال إن هذا التقدم السريع في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة أثار مخاوف في جميع أنحاء اليمن حول تواطؤ ورضا القوات الحكومية اليمنية التي فشلت في حماية هذه الأرض.
انقسام القوات الموالية للشرعية
وذكر معهد دول الخليج العربي، أن محافظة الجوف كانت تعاني من انقسامات داخلية بين القادة العسكريين المتنافسين، المتحالفين في الأساس مع الحكومة اليمنية، وهو ما استغله الحوثيون لصالحهم.
ولفت إلى أن الانقسامات الداخلية بين الوحدات العسكرية التي تعمل تحت قيادة هادي ربما كانت السبب في بعض الإخفاقات داخل السلطة المركزية في اليمن. وكان هذا جلياً مع قرار إقالة هاشم الأحمر، الذي يحظى بدعم كبير من نائب الرئيس هادي، علي محسن الأحمر، من قيادة المنطقة العسكرية السادسة، بعد أن حققت قوات الحوثي تقدماُ ملحوظاً في الجوف في أوائل يناير.
وقال، إن هذه الانقسامات أصبحت علنية عندما أعلن هاشم الأحمر عن خلافه مع محافظ الجوف، أمين العكيمي، بشأن المخصصات المالية لإحدى كتائبه العسكرية. ومع ذلك، يعود التوتر بين هذين السياسيين إلى عام 2018 بسبب الانقسامات السياسية والقبلية.
وتابع: "ورغم أن العكيمي والأحمر عضوان في "حزب الإصلاح"، لكن العكيمي من مواليد الجوف، وهو شيخ قبلي مؤثر من قبيلة حمدان، وبدافع الحذر من تأثير هاشم الأحمر، الذي ينتمي لقبائل حاشد المنافسة، كان لتحرك العكيمي عدة أسباب، أهمها المفاوضات المزعومة بين الأحمر والحوثيين".
وقد اتهم كلا الشخصين بعضهما البعض بـ"خيانة الجيش الوطني اليمني"، إما بالاستهداف المباشر عن طريق الأجهزة المتفجرة، أو عن طريق توفير المعلومات الاستخباراتية للحوثيين.
وأصبح المحافظ العكيمي محبطاً عندما رأى أن قوات الأحمر لا تزال محايدة في المعارك الأخيرة مع الحوثيين، وبالنظر إلى انعدام الثقة بين هاتين النخبتين القويتين، وتصور العكيمي للأداء السيئ لوحدات الأحمر العسكرية، أقال العكيمي هاشم في نهاية شهر يناير من قيادة المنطقة العسكرية السادسة، وفق ما جاء في التقرير.
الجوف لن تكون محطة أخيرة
ويعد استيلاء الحوثيين على عاصمة الجوف، التي تقع على بعد أقل من 100 ميل من الحدود السعودية، أمرا مهما نظرا لقربها السياسي من حكومة الرئيس هادي والتحالف العربي بقيادة السعودية، ولطالما كانت الجوف مرتبطة بمحافظة مأرب المنتجة للنفط، التي تشترك معها في نفس الثقافة القبلية.
ورأى التقرير أن الحوثيين ما كانوا لينجحوا في الجوف دون الاستيلاء على نهم الواقعة شرق صنعاء قبل شهر واحد، وقد مكنهم ذلك من السيطرة على سلسلة من الجبال المطلة على الجوف ومأرب وجبال يام ومعسكر اللواء 312 المدرع الذي كان بحوزة قوات هادي في نهم.
وقال المعهد، إنه من غير المرجح أن تكون هذه المناطق الشمالية المحطة الأخيرة للحوثيين، حيث تسعى المليشيات الحوثية للاستيلاء على الموارد الحيوية والوصول إلى جميع موارد اليمن النفطية وموانئها البحرية، بما في ذلك مصافي النفط الجنوبية في شبوة وميناء عدن وباب المندب. وكان الحوثيون يقاتلون بالفعل بلا كلل في مدينة الضالع، الأمر الذي يمهد لهم الطريق للسيطرة على الطريق المؤدي إلى عدن.
بالنظر إلى أهمية هذه المناطق بالنسبة للتحالف الذي تقوده السعودية، كان هناك توقع بأن تكون صعبة الوصول بالنسبة للحوثيين، وأكثر استعدادا لمقاومة الهجمات، وفقا للمعهد.
وقال إن الحكومة تعثرت في إيجاد بعض الحلول السريعة، مثل تعيين اللواء صغير حمود عزيز والذي جاء مؤخراً -وهو عضو في حزب المؤتمر الشعبي العام- كقائد للعمليات المشتركة ورئيس الأركان العامة.
وفي غضون ذلك، يبدو أن الحوثيين قد استنتجوا أن الحل العسكري يضمن لهم وضعاً أفضل في المفاوضات، خاصة أنه لم يتم محاسبتهم على انتهاكات اتفاقية استكهولم التي تم التوصل إليها بوساطة الأمم المتحدة في ديسمبر 2018.
ونوه إلى أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، يحرص على عدم إغضاب الحوثيين خشية أن يستنتجوا أنه منحاز للتحالف، وهو اتهام واجهه جميع أسلافه، وفقا للمعهد.
وقال التقرير إن الاتجاهات الحالية تشير إلى أن الحوثيين سيستمرون في التقدم، وقد أرسلوا بالفعل رسالة إلى محافظ مأرب، سلطان العرادة، يطلبون منه فيها التخلي عن مدينة مأرب بسلام وتجنب الحرب.
واستطرد قائلا: "ووسط هذا الاستفزاز، تم توجيه الغضب المحلي نحو حكومة هادي والسعوديين لفشلهم في الحد من قوة الحوثيين في الصراع الذي دام 5 أعوام".
وخلص معهد دول الخليج العربي إلى القول: "يتعين على حكومة هادي إعادة ضبط استراتيجيتها، لتصبح أكثر نشاطاً من مجرد التحرك دائماً كرد فعل، لتحول تركيزها بسرعة إلى بناء تحالفات محلية بدلاً من استرضاء زمرة صغيرة من المنتسبين السياسيين".