نبيل الصوفي يكتب: الفساد والإخوان أسقطا الشرعية، والجنوب قبل إعادتها.. فمن ستفضل الشرعية؟

تقارير - Friday 01 January 2021 الساعة 06:16 pm
نيوزيمن، كتب/ نبيل الصوفي:

أول مسيرة للحراك الجنوبي كانت في 2007م.

اليوم نحن في 2021.

2007 كان في قيادة في صنعاء تضم كل ونفس الأسماء التي يقال لها اليوم "الشرعية"، مع إضافات قليلة.

في 2011 انقسمت هذه القيادة، وأسقطت نظامها وانقسمت بين ثورة ودولة.

وفي 2014 نصف ثورة 2011 انقلب على دولة 2012 وأسقطها وطاردها إلى عدن.

وفي 2017 قضت دولة 2014 على ما بقي في صنعاء من دولة ما قبل 2011 التي بدأ ضدها الحراك الجنوبي في 2007م.

قبل ذلك، كانت قد قامت حرب في عدن، ضد دولة 2015 التي يقولون إنها كانت دولة "علي عبدالله صالح" والحوثي كان فيها "مسكين مغرر به".

وليس الوقت هنا لمناقشة هكذا مقولة، فالهدف ليس هنا.

حرب 2015 هذه بدأها شباب عدن ثم التحق بهم من بقي من الشرعية الهاربة، ثم جاء التحالف العربي بكله مساعداً في تحرير المدينة.

تحررت عدن وسريعاً تحررت كتلة سكانية ومساحة جغرافية هي التي كان الحراك الجنوبي يتظاهر فيها من 2007، وكانت دولة 2012 قد اعترفت بظلم دولة ما قبل ذلك لها واعتذرت ووعدت بالحلول.

وبدأت حروب التحرير تدخل أطراف كتلة سكانية ومساحة جغرافية كانت تشكل دولة منذ 1918م تقريباً.

ثم توقف الهجوم شمالاً، واستعاد الحوثي زمام الحرب بعد أن كان منهاراً هارباً، وسيطر على كل المناطق التي كانت الحرب ضده قد حررتها منه، ولا يزال يحاول استعادة البقية في مأرب والحديدة وتعز.

دولة 2012، غادرت للخارج في 2015، مهزومة أمام الحوثي، وحين انتصرت مناطق الحراك الجنوبي أعادها التحالف إليه على أمل صياغة تفاهم جديد وفقاً لمهام المرحلة، فما كان من دولة 2012 إلا أن دخلت صراعاً ضد المناطق المحررة..

ترفض بناء أمن منها وإليها، وتعجز عن كبح جماح فساد قياداتها مدنياً وعسكرياً، وتوجتها بعزل كل قيادي فيها ينتمي لمنطق الحراك الجنوبي الذي كانت تقاتله في 2008 واعتذرت له في 2013 وتركته يحارب وحيداً في 2015 وعادت على ظهر انتصاره في 2016.

وفيما عادت كل أدوات وجبهات هذه الدولة إلى الانهيار والهزيمة في الجوف وصنعاء ومارب والبيضاء وهددت الضالع، بسبب الفساد وبسبب سيطرة الإخوان، فإن مناطق ما كان يسمى بالحراك الجنوبي ساهمت في الانتصارات غرباً، وأعادت الحوثي إلى الفاخر ودمت ومريس في الوسط، ثم طهرت المكلا وأبين من الإرهاب، وبسبب رفض فاسدي وإخوان الشرعية كف أذاهم جنوباً استطاعت قوات هذا الجنوب السيطرة على مناطقها وتأمينها. ولأسباب مختلفة انتصرت القوات التي هزمت في صنعاء ومأرب والبيضاء على القوات في شبوة وسيطرت عليها، وبدأت تتصرف كما لو أنها قبل 2011م.

تدخل التحالف، وأقام حواراً أنتج اتفاق الرياض وشكل له حكومة وصلت عدن في 2020م.

فلكم أن تتخيلوا..

بعد كل هذا الجهد والحروب والتضحيات وانهزام منطق دولة 1994 في 2007، وكل ما حدث بعد ذلك، يأتي من يرى اتفاق الرياض كأنه يقول: "خلاص يا جنوب، عيب عليك.. قد أعادنا الاتفاق إلى 1995.. معك كم وزير.. الآن يفترض تنسى كل شيء وتترك الدولة ذاتها التي هزمت نفسها مرة بعد مرة بعد مرة أن تضمك لهزائمها وتهزموا معاً.. وهنيئاً للحوثي.

هل هذا اتفاق الرياض؟

اتفاق الرياض تضمن تصحيحاً لتوجه الدولة الفاشلة والمهزومة، وليس الانضمام لفسادها وفشلها.

اتفاق الرياض، عنى عودة الدولة إلى عدن والكف عن كل ما مضى من عبث وفساد وهوشلية.

اندماج القوات الجنوبية يعني إصلاح الجيش وليس إفساد القوات الجنوبية.

لقد قبلت عدن، ودولة الفهلوة لا تزال تراوغ.

تستطيع أن تنجح في الفشل مرة أخرى، ولكن ذلك سيعني أنه الفشل الأخير الذي يحب كل ما قبله.. فشله يشعل الجنوب ويبقى الشمال أبد الآبدين للحوثي..


ولا حول ولا قوة إلا بالله..