موقع يوناني: الحرب على غزة قد تجعل اليمن نقطة اشتعال جديدة لأسواق النفط المتوترة
السياسية - Thursday 02 November 2023 الساعة 09:49 am
حذر محللون من بروز اليمن كنقطة اشتعال محتملة لأسواق النفط العالمية في حال انهارت محادثات السلام السعودية مع مليشيا الحوثي -ذراع إيران في اليمن، بسبب تصاعد الحرب الإسرائيلية على غزة واحتمال توسعها في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
في تحليل تناول الحالة الاقتصادية والسياسية في منطقة اليمن والخليج العربي، وترجمه "نيوزيمن"، نقل موقع "أخبار النقل البحري اليوناني" الاثنين، عن نائب رئيس أسواق النفط والنقل ورئيس مركز الأبحاث فيها، جيم بوكهارد، قوله "إن تصاعد الأعمال العدائية في جميع أنحاء الشرق الأوسط قد يؤدي إلى استهداف الحوثيين للسفن في المنطقة، مما يؤثر على تدفقات السلع الأساسية". وأضاف: "هذا خطر ويمكن أن يسبب بعض المشاكل. في نهاية المطاف، يتعلق الأمر بما تفعله إيران -والميليشيات المتحالفة معها– وكيف ترد الولايات المتحدة" عليهم.
وأشار الموقع اليوناني إلى الهجمات التي سبق أن تبنّتها مليشيا الحوثي على المنشآت النفطية السعودية منذ العام 2017، وقال إن تلك الهجمات "أدت إلى تسجيل ارتفاع قياسي في أسعار النفط الخام وهو أكبر ارتفاع في التداول خلال يوم واحد على الإطلاق، حيث تم تقييم بلاتس دبي–المؤشر الرئيسي لخامات الخليج– بارتفاع 9.22 دولارًا للبرميل إلى 67.55 دولارًا للبرميل في يوم الهجمات التي حدثت عام 2019".
وقال إنه قبل الصراع الحالي في غزة، تزايد التفاؤل في الأشهر الأخيرة بشأن السلام في اليمن بعد ثماني سنوات من القتال بين التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وبين مليشيا الحوثيين الذين تسلحهم وتمولهم إيران.
مخاوف من التصعيد
وأفاد الموقع أن هناك دلائل تشير إلى أن الصراع الإقليمي الشامل "قد اجتذب بالفعل مسلحين متمركزين في اليمن، مع ما يترتب على ذلك من آثار أوسع نطاقاً على تدفقات الشحن والسلع التي تمر عبر مضيق باب المندب". وأشار إلى اعتراض سفينة حربية أمريكية في 19 أكتوبر الماضي، لطائرات مسيرة وصواريخ قال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إنها انطلقت من اليمن بعد التحذير الذي أطلقه زعيم المليشيا الحوثية، عبد الملك الحوثي باستهداف السفن الإسرائيلية والأمريكية في البحر الأحمر إذا استمرت الحرب على غزة وتدخلت الولايات المتحدة في الحرب.
وذكر الموقع أنه تم تقييم سعر الناقلة لشحن 130 ألف طن متري من الخليج العربي إلى البحر الأحمر آخر مرة من قبل شركة بلاتس، وهي جزء من شركة ستاندرد آند بورز جلوبال، عند 17 دولارًا ونصف للطن المتري في 27 أكتوبر الماضي، مرتفعاً من 14 دولار ونصف للطن المتري في 6 أكتوبر، وهو اليوم السابق للهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من الشهر نفسه.
وفي حين أن المخاطر البحرية المتزايدة يمكن أن تضيف علاوات لأسعار الشحن في المنطقة، إلا أن المشاركين في السوق يلاحظون أن سوق الناقلات بشكل عام كان مدفوعًا بشكل أكبر بأساسيات العرض والطلب.
ونقل الموقع عن جاكوب بي لارسن، رئيس السلامة والأمن البحري في شركة BIMCO قوله: "إن الحوثيين لديهم عدة خيارات في ترسانتهم يمكنهم من خلالها تهديد السفن في جنوب البحر الأحمر. وتشمل صواريخ مضادة للسفن وزوارق بدون طيار مفخخة وطائرات بدون طيار".
قطاع مشلول
وأشار الموقع إلى تقييم وكالة معلومات الطاقة الأمريكية الذي يفيد بأن اليمن يمتلك ثلاثة مليارات برميل من النفط الخام و17 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، لكن البلد شهد انخفاض إنتاجه النفطي بسبب ما قال الموقع إنه نقص الاستثمار وشيخوخة الحقول والحرب الأهلية، دون أن يذكر التهديدات الحوثية المستمرة منذ أكتوبر 2022 باستهداف منشآت النفط وموانئ تصدير النفط والغاز إذا استمرت الحكومة الشرعية بتصديرهما، لكن الموقع جاء على ذكر الهجمات التي شنتها مليشيا الحوثي في ذلك الحين على ميناءي التصدير في بير علي بشبوة والشحر بحضرموت.
كما أشار الموقع إلى أن النسبة التي كان يشكلها تصدير النفط من ميزانية الحكومة اليمنية لا يتجاوز 63%، وإلى أن إنتاج الجزء الأكبر من النفط الخام في البلاد والذي يتراوح بين 7000 إلى 10000 برميل يوميًا، يتم من قبل المؤسسة العامة اليمنية للنفط والغاز والثروة المعدنية المملوكة للدولة وشركة بترومسيلة ويتم تكريره محليًا.
وقال الموقع إنه من الممكن في الوقت نفسه، "إيقاف مشروع الغاز الطبيعي المسال التابع لشركة توتال إنيرجيز -وهو مشروع محتمل لتغيير قواعد اللعبة- حتى يتم التوصل إلى حل سلمي"، لافتاً إلى أن "النفط لا يزال يشكل حجر عثرة في محادثات السلام، حيث يطالب الحوثيون بإيرادات لدفع الرواتب".
وحتى عام 2011، كان اليمن ينتج ما بين 300 ألف إلى 400 ألف برميل يومياً من النفط الخام، لكن منذ ذلك الوقت انخفض الإنتاج، ومنذ عام 2015، تراوح الإنتاج بين ما يقرب من الصفر إلى 50 ألف برميل يومياً.