أمين الوائلي

أمين الوائلي

تابعنى على

الحديدة.. وخديعة 9/9

Tuesday 10 September 2019 الساعة 10:43 pm

مخرجات اجتماع سادس للجنة التنسيق المشتركة لإعادة الانتشار في الحديدة، تحدثت عن أشياء جانبية كانت من أوليات إجراءات بناء الثقة مع مباشرة المهمة أعمالها برئاسة باتريك كاميرت أواخر 2018.

بعد انقضاء 9 أشهر كاملة لم يكن منتظراً من المهمة الأممية لدعم تنفيذ اتفاق الحديدة أن تراوح في النقطة الأولى وتعيد تربيع الدوائر بالاشتغال الهامشي والتبديدي تماماً للوقت وللجهود على عناوين تجاوزها الوقت وسقطت بالتقادم.

فشلت البعثة في إثبات أي كفاءة أو جدية لفرض التهدئة ووقف إطلاق النار.. كما فشلت فشلاً مخزياً في فتح طريق جانبي أو ممر رئيس أمام قوافل المساعدات الإنسانية وإلى مستودعات القمح في المطاحن.

لم تنفذ البعثة، فضلاً عن الحوثيين، التزاماتها الأولى وأخلت بواجباتها في تطبيق إجراءات بناء الثقة التي كانت الأولى على جدول الاجتماعات برئاسة كاميرت قبل أن تستهدف موكبه الرصاصات التي كتبت نهاية قصة اتفاق استوكهولم وليست فقط مهمة ورئاسة باتريك كاميرت.

الخديعة التي تمر وتُمرَّر بكل أريحية في الحديدة طرفاها الأمم المتحدة والحوثيون. أما الطرف المقابل للحوثيين وبينهما الأمم المتحدة فنحن حتى الآن لا نعرف من هو وما هو وماذا يريد؟

وإذا كان يجب التحدث بصراحة فسوف نكون ملزمين بالإقرار بحقيقة أنه ليس ثمة طرف ثانٍ في مقابلة الحوثيين، سياسياً أعني وفي إدارة اتفاق السويد المتعلق بالحديدة.

هذا أعطى الحوثيين أفضلية في التصرف كيفما عَنَّ لهم. لأن الطرف الثاني، السياسي، اقتصر دوره عن بُعد على منع استكمال تحرير الحديدة ومنح الأمم المتحدة شيكاً على بياض تصرفه في الإنفاق على إطالة عمر وبقاء الحوثيين في الحديدة وموانئها.

تحدثنا وكتبنا كثيراً جداً في هذا الشأن، ونشعر رغم ذلك أننا لم نقل شيئاً. لا تستند بظهرك إلى جدار حقيقي. تقاتل عن شرعية تقتلك أولاً ثم تدينك لاحقاً بالإقلال من تبجيل الشرعية.

عودة إلى مخرجات اجتماع السفينة (السادس) في عرض البحر، بأقل تمثيل رمزي وسياسي وأممي، غاب عنه رئيس اللجنة وغاب أعضاء رئيسيون في التمثيل. وخرجت تلك النتيجة الهزيلة والبائسة، توافق لفظي على تفعيل آلية بغرض استهداف مستقبلي لإمكانية البحث في تثبيت التهدئة.

أهلاً وسهلاً. وحصل غريفيث على مادة الإحاطة القادمة لمجلس الأمن والملتقى قبيل الإحاطة التالية بعد القادمة. وهكذا تدور العجلة وتستمر الحياة والحرب. من سيسأل أو يحاسب مَن؟

كان واضحاً أنَّ مصيدة 9/9 تتوج عاماً إلا ثلث من مجهودات مخلصة بُذلت للتمكين للحوثيين ومساعدتهم بكل الوسائل لإعادة بناء قواتهم والاحتكام على وجود قوي في المدينة والموانئ والمديريات غير المحررة في تهامة والساحل الغربي - شمالاً وشرقاً.

مرة ثانية وثالثة، خديعة 9/9.. تتمثل في الشرعنة مجدداً للوجود الحوثي. دعانا ودعاكم ودعا الجميع، اللواء محمد عيضة، رئيس الفريق الحكومي -هل يعرف أحد من رأس فريق ووفد الحوثيين؟- عقب الاجتماع إلى التفاؤل ودعم هذه الخطوة حقناً لدماء اليمنيين!

وكأننا اليمنيين نحن المقصرون في الدعم، وإلا فإنَّ الحوثيين في المستوى وفعلوا ما عليهم وزيادة.

هذه الخفة تنطوي على خديعة واستسهال واستهبال أيضاً. إنهم أفضل من ينخدع للحوثيين بمثالية عالية. وبهذه الطريقة الملتبسة من النوايا الحسنة وانعدام الشعور بالوقت وبأهمية وخطورة الجبهة ككل وبأي شيء له علاقة بأي شيء.

ما بعد 9/9 ليس إلا المزيد من التهوين والهوان... شرعياً.

يتكرَّر التوقيع على بياض للحوثيين للمضي في يومياتهم التصعيدية وتقسيط الحرب برعاية "أبدينا مرونة عالية تتويجاً لحرص القيادة السياسية"، كما قال معالي اللواء عيضة.

هي هذه المرونة العالية كل ما احتاج إليه الحوثي ليستمر ويستأسد.