بين رعب "النموذج" وأوهام العودة لباب المندب.. خفايا تهديد الحوثي باستهداف مطار المخا
السياسية - Saturday 20 April 2024 الساعة 09:36 amيُثير كشف جماعة الحوثي المدعومة إيرانياً عن نيتها باستهداف مطار المخا الدولي غربي تعز، وتكرارها التهديد باستهدافه خلال الأيام الماضية، التساؤلات حول الدوافع والأسباب الحقيقية وراء تهديد الجماعة -المصنفة يمنياً وأمريكياً كمنظمة إرهابية- لمطار مدني قبل تدشين العمل به رسمياً.
وتبرز هذه التساؤلات من المزاعم التي تحاول عبرها الجماعة الحوثية تبرير استهداف المطار، باستخدامه عسكرياً من قبل أمريكا وبريطانيا التي تخوض الجماعة معها حالياً مواجهة غير مباشرة على خلفية استهداف الملاحة الدولية بالبحر الأحمر وخليج عدن من قبل مليشيات الجماعة.
بل وصلت هذه المزاعم الحوثية حد حديث القيادي بالمليشيا المدعو حسين العزي في تغريدة له نشرهاعلى منصة "إكس" عن دخول عناصر من الموساد (جهاز المخابرات الإسرائيلي) الى مدينة المخا عبر المطار.
وتثير هذه المزاعم سخرية في الأوساط اليمنية واستغرابا لدى الخبراء والمحللين العسكريين، عن حاجة أمريكا وبريطانيا أو إسرائيل لاستخدام مطار مدني لم يتم تشغليه بعد في الأغراض العسكرية، في ظل امتلاكها لقواعد عسكرية على الضفة الأخرى من البحر الأحمر مع وجود حاملات طائرات بالبحر تُعد قواعد متحركة بحد ذاتها.
حقائق عسكرية تجعل من مزاعم المليشيا مثارا للسخرية والتندر، وتدفع بالوقت نفسه إلى التساؤل عن حقيقة دوافعها من التهديد باستهداف مطار المخا، وانها تُخفي وراء هذا التهديد نوايا لاستهداف المدينة وقوات المقاومة الوطنية التي يقودها عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد / طارق صالح.
فإنجاز مشروع مطار المخا وفي وقت قياسي ورغم ما مثله من إنجاز كبير، إلا أنه لم يكن إلا صورة ضمن مشهد عام للتنمية التي تشهدها مدينة المخا بشكل متسارع خلال الفترة الماضية في ملف الخدمات والاستقرار الأمني والنهضة العُمرانية والتجارية، تجعل منها نموذجا لافتا للمناطق المحررة مقارنة بالوضع الكارثي الذي تعاني منه مناطق سيطرة المليشيا اقتصادياً وخدمياً.
وهو ما يُمثل تهديداً وخطراً وجودياً للجماعة الحوثية التي تدرك أن رؤية نماذج إيجابية تعيشها المناطق المحررة، سيعمل على تعريتها أمام اليمنيين بمناطق سيطرتها ويضاعف من غضبهم ونقمتهم عليها وعلى مشروعها القائم على الحرب والدمار، ما سيمثل ضربة قاصمة وهزيمة من الداخل لا تقل عن الهزيمة عسكرياً.
كما أن النموذج الذي تعيشه المخا هو مجرد انعكاس لمشروع المقاومة الوطنية الذي ترى فيه الجماعة الحوثية خطراً يهدد قبضتها على شمال اليمن، بما يحمله من تناقض تام لمشروعها يؤهله لأن يكون الورقة الأقوى بالتفاف اليمنيين بكل تنوعهم المناطقي والمذهبي والسياسي حوله، يضاف لذلك أن المقاومة الوطنية هي نتاج لانتفاضة الـ2 من ديسمبر عام 2017م التي مثلت أكبر تهديد بوجه جماعة الحوثي.
هذه الحقائق تُصعب أمام المليشيا الحوثية خلق مبررات لاستهداف "نموذج" المخا ومحاولة تحشيد اليمنيين بمناطق سيطرتها نحوها وضد مشروع المقاومة الوطنية، لذا تلجأ اليوم إلى التمهيد لذلك عبر مزاعمها حول استخدام مطار المخا من قبل أمريكا وبريطانيا وإسرائيل ومحاولة الترويج لأكاذيب تتهم المقاومة الوطنية بالعمالة لهذه الدول.
تدرك جماعة الحوثي بأن الهزائم العسكرية التي تلقتها منذ عام 2015م وطردها من أكثر من ثلثي مساحة اليمن يصعب عليها اليوم حلم العودة إلى ما قبل عام 2015م، وفتح حرب على كل الجبهات، وأن ما هو متاح أمامها حالياً هو محاولة استكمال السيطرة على جغرافيا الشمال ثم الانتقال نحو الجنوب، ما يجعل من مأرب وتعز (الجبل والساحل) هدفاً عسكرياً للمليشيا يجب حسمه اولاً.
كما أن الجماعة الحوثية تدرك الأهمية الاستراتيجية لمدينة المخا وأنها البوابة الوحيدة للعودة إلى باب المندب، الموقع الذي يُكسب اليمن أهميته الاستراتيجية على خارطة العالم، وهو الموقع الذي مثَّل أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت النظام الإيراني لتبني الجماعة كذراع له في اليمن ومخلب بوجه ملاحة العالم وأمنه البحري.