جلال محمد الحلالي

جلال محمد الحلالي

تابعنى على

"د. حمود العودي".. طهر الفكر وسلامة الموقف

Friday 11 February 2022 الساعة 08:17 am

على مدار ما يزيد عن خمسة عقود، ما انفك الدكتور (حمود) العودي حاملا مخلصاً للهم الوطني، ومنارة فكر متجدد، وفنار ثقافة، مواكبا للأحداث، بل ومستشرف للمستقبل. 

إذا تحدثنا عن إنجازات هذا العالم الجليل، فنحن نتحدث عن عشرات الكتب العلمية، مئات الدراسات المحكمة، مئات الندوات، آلاف المحاضرات، والكثير من الأنشطة السياسية المكثفة.  

تتلمذ على يديه آلاف الطلبة بشكل مباشر في قاعات المحاضرات في العديد من الجامعات لا سيما جامعة عدن وجامعة صنعاء. 

وتعلم أيضا على يديه أضعاف عدد طلبته من خلال كتبه ودراساته وندواته ومختلف مساهماته الفكرية. 

الدكتور العودي هو الابن البار للنظام الجمهوري، وأحد أبرز ثماره، ومن أشد الناس دفاعا عنه. 

 هو الوحدوي الأصيل، وأرشد من أصَّل للهوية الثقافية اليمنية الواحدة. 

هو من أكبر دعاة الديمقراطية ومن أشد خصوم الاستبداد أيا كان شكله أو نوعه. 

تعرض للتكفير والتهجير وتشويه السمعة من الظلاميين لقوة منطقه وسلامة حجته وضحالة أفكارهم. 

وبمعزل عن تغول الجهل، وتوحش السلطات المتعاقبة، وتخاذل النخب المثقفة.

وعلى الرغم من كل الجوائح الخطيرة التي ما انفكت تهد في بنيان اليمن الكبير إلا أن صاحبنا احتفظ لنفسه بمسارٍ سياسيٍ وفكريٍ لم ينل منه أي اهتزاز مبدئي أو ارتجاف أخلاقي.

لطالما أدهشتني شخصيته الاستثنائية وقدراته النفسية النادرة.

 هذا الرجل النحيل كالفراشة استطاع الحفاظ على أعلى مستويات اللياقة الذهنية، أرفع درجات الطهارة الروحية.

نحن أمام رجل لا يكل ولا يتعب..

رجلٌ لا يساوم ولا يتنازل في أي شأن وطني. 

هو ذلك المعلم الذي يرى نجاحه في استقلال، بل وفي تمرد تلامذته طالما مضوا في رحلاتهم العلمية متسلحين بشروط العلم وحاملين للهم الوطني، هم اليمن الكبير. 

ما زلت يا صديقي العجوز أكثرنا شباباً عقلاً وجسدا.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك