د. محمد حسين حلبوب

د. محمد حسين حلبوب

تابعنى على

تداعيات طرد روسيا من نظام (سويفت)

Tuesday 01 March 2022 الساعة 08:17 am

في إطار العقوبات الدولية، على روسيا، بسبب غزوها (لجمهورية أوكرانيا).. تزداد المطالبات الشعبية، بتشديد العقوبات، لتشمل (عزل روسيا) عن نظام (سويفت).

 ونظام "سويفت" هو نظام إلكتروني مصرفي عالمي، أنشيء في عام 1973م، يسهل ويسرع انتقال الأموال، بين حوالي 11 ألف بنك ومؤسسة في، 200 دولة في العالم.

  وكلمة سويفت -SWIFT- هي اختصار  للمسمى الإنجليزي ل"جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك". 

ومركز هذه الجمعية، مدينة (بروكسل) في (بلجيكا). 

 ومن وجهة نظرنا، فإن الآثار المحتملة (لعزل روسيا) عن نظام (سويفت)، سوف تكون محدودة، وذلك للأسباب التالية:- 

1- عدم شمول النفط والغاز، ومعظم سلع الصادرات في نظام العقوبات.

2- استعداد روسيا لمثل هذه العقوبة، خاصة وقد تم تهديدها بذلك، في عام 2014م -عندما احتلت جزيرة القرم.

 ولا يعقل أنها لم تدرس آثار تجربة (طرد إيران)، من نظام سويفت.   

3- امتلاك روسيا لنظام إلكتروني حديث، يمكن أن يحل محل نظام سويفت.

4- نجاح تجربة الصين في امتلاك نظام (سويفت) خاص بها. يشجع (روسيا)، على تكرار التجربة.

ولكن من جهة أخرى، فإننا نعتقد، بأن الآثار الممكن توقعها، كنتيجة لعزل روسيا من نظام سويفت، سوف تكون أشد تأثيرا على دول غرب أوروبا، وأمريكا، وذلك على النحو التالي:-

1- خلق تعقيدات مصرفية عالمية، تحد من حركة رأس المال العالمي، وتعرقل عمل نظام مدفوعات التجارة الدولية. 

ويعتمد حجم ونطاق تلك التعقيدات على (ردة فعل) الدول المتضررة من هيمنة الدولار على نظام المدفوعات العالمي. 

2- إضعاف الجهود الدولية المشتركه في مكافحة غسيل الأموال، ومحاربة تمويل الإرهاب، مما يفقد أمريكا وسيلة مهمة في سلاح عقوباتها.

3- إضعاف دور البنوك في نظام المدفوعات العالمي، وتوسيع دور (شركات خدمات التحويل المالي). مثل (وسترن يونين)، (موني جرام)، (اكسبرس موني)..... الخ.. وشبيهاتها على المستويات المحلية. 

وهذا يضعف نظام العقوبات الأمريكي المعتمد بشكل أساسي على النظام المصرفي العالمي. 

4- هناك احتمال أن تتطور أزمة (عزل روسيا)، عن نظام سويفت، إلى انقسام نظام المدفوعات العالمي، إلى نظامين عالميين متنافسين، مما يؤدي إلى إضعاف هيمنة الدولار الأمريكي، في نظام المدفوعات العالمي.

ومن الجدير بالإشارة إليه أن حجم المدفوعات بين الدول (بالدولار الأمريكي)، يصل -حاليا- إلى حوالي (61%)، وهي نسبة تعطي لأمريكا هيمنة اقتصادية شديدة.

 وعلى ضوء ذلك، فإننا نعتقد بأن، (دول الغرب بقيادة أمريكا)، سوف تخرج من معركة (عزل روسيا)، عن نظام سويفت، وهي أضعف اقتصاديا، مما كانت عليه قبلها.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك