أسماء مصطفى

أسماء مصطفى

اشتقنا ل"فساد صالح"

Tuesday 08 March 2022 الساعة 03:28 pm

عندما كانت الكهرباء تنقطع لساعتين كان هذا يعتبر أسوأ يوم في عهد علي عبد الله صالح. 

 وعندما وصلت الدبة البترول إلى 1100 كان هذا أكبر درجات الظلم، وعندما كانت إسطوانة الغاز بـ700 كان هذا أعلى مراتب الفساد.

 وعندما كان يصرف الراتب بدون حوافز كان هذا هو معنى أكل حقوق الشعب، وعندما كان لا يكافئ من يشتمه وينتقده كان هذا هو معنى تكميم الأفواه.

فعلاً، لقد كانوا بكل حقد يسمون هذا فساداً ويعدونه بكل غباء نظاماً ظالماً.

  والآن نقول بكل وجع وحسرة وندم، أعيدوا لنا "فساد صالح"، بل أعيدوا لنا أسوأ يوم في عهده لنعيشه ما تبقى من عمرنا.

 فقد أصبح كل شيء بعد رحيله لا يُحتمل، أسعار خيالية، ومشتقات نفطية باهظة الثمن ومنعدمة، وكهرباء منقطعة، وحرية رأي منقرضة، ورواتب منسية.

 حقاً لقد بلغ الفساد ذروته وافتقرنا إلى أبسط حقوقنا ولم يعد الوضع يُحتمل.

  وما يثير السخرية والتعجب معاً أنهم جعلوا من فسادهم ثورات تمجد، واعتبروها منجزات عظيمة قدموها للشعب، بل إن الوقاحة وصلت بهم ليجبروا الناس على الاحتفال بما يسمى ثورات وهي في الحقيقة السبب في وصول اليمن إلى هذه الدرجة من السوء والبؤس.

 وأخيراً.. إذا كنتم تمجدون أيامكم المليئة بغلاء الأسعار وانعدام الخدمات الأساسية وضياع السيادة الوطنية وانتشار الظلم وتعتبرونها إنجازا لثوراتكم الوهمية فأيام صالح يجب أن يُحتفل ويُحتفى بها في كل ثانية وليس في كل عام.

 ومع هذا كله لم يكن عهد صالح جنة النعيم لكنكم بأفعالكم وبما أوصلتمونا إليه من جحيم جعلتمونا نشتاق لفساد صالح.