فيصل الصوفي

فيصل الصوفي

كيف تبدو جهود السلام.. الآن؟

Tuesday 08 March 2022 الساعة 08:14 pm

بعد يومين من إعلان بيان وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، عزم بلاده تصنيف العصابة الحوثية منظمة إرهابية أجنبية، وكيانا إرهابيا عالميا، ابتداءً من 19 يناير 2021، قال مارتن غريفيثس في جلسة مجلس الأمن، إن قرار الولايات المتحدة هذا سيكون له تأثير مخيف على (جهودنا للجمع بين الطرفين).

قال ذلك، وكان مثلنا، يدرك أن جهود المبعوثين الشخصيين الثلاثة لسكرتير عام الأمم المتحدة، لم تؤد إلى جمع الطرفين سوى مرتين خلال السنوات الماضية: مرة في الكويت، حيث انفض المجتمعون دون أي اتفاق، بل دون مشاورات حقيقية على طول فترة المكوث هناك، ومرة في السويد، حيث كان الاجتماع الذي نجح في حماية ميليشيا العصابة الحوثية من كسرة مهولة وشيكة على أيدي حراس الجمهورية ورفاقهم الجنوبيين والتهاميين، ومنح العصابة حرية التصرف في الحديدة وموانيها.

المبعوث الخاص الجديد هانس جروندبرج، يكاد يكون قد يئس من محاولاته المتكررة للجمع بين الطرفين منذ تسلم مهامه –رسميا- بداية شهر سبتمبر 2021 وحتى اليوم، وعوض ذلك بتنظيم مشاورات قبل يومين في العاصمة الأردنية بينه وبين أحزاب سياسية، ليست طرفا في المعركة، وترك أطرافا يتوقف عليها قرار الحرب وقرار السلام.. وجيد أن تشرك الأمم المتحدة الأحزاب والنساء والشباب، لكن كان يتعين أن تمنحهم قوة قانونية، فهم خارج 2216، ولذلك كانت اللقاءات السابقة دون قيمة تذكر.

لقد كان الأميركيون يبررون قرار التصنيف في 11 يناير 2021 بأن العملية السياسية لم تحقق سوى نتائج محدودة، بسبب تعنت العصابة الحوثية.. في مارس 2022 صارت العصابة أبعد ما تكون عن العملية السياسية.

ووصف مجلس الأمن الدولي أفعال العصابة الحوثية في قراره رقم 2624 (28 فبراير 2022)، بالإرهابية.. ولم يعترض معترض، على العكس عن ما كان عليه الحال في يناير 2021، إذ قالت روسيا إن قرار الإدارة الأميركية يفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، وعليها مراجعته، وقالت بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي مثل ذلك، بينما الموقف الروسي اليوم تغير على الرغم من تدهور العلاقة مع أميركا بسبب تداعيات الحرب في أوكرانيا، والموقف البريطاني تغير أيضا، ففي جلسة مجلس الأمن نهاية فبراير 2022 صوت كل أعضاء مجلس الأمن الدائمين، وكذلك غير الدائمين لمصلحة القرار رقم 2624، باستثناء أربع دول غير دائمة العضوية أحجمت عن التصويت.

لقد كانت الخشية من التصنيف الأميركي للعصابة الحوثية، أنه سيعيق التواصل والحوار.. أنه سيغدو عثرة أمام جهود السلام.. أنه سيفاقم معاناة الشعب اليمني.. جاء الرئيس الجديد جويف بايدن، متأثرا بذلك، فألغت إدارته قرار إدارة ترمب قبل أن يدخل حيز النفاذ، ومنذ ذلك الوقت لم تستطع الأمم المتحدة (جمع الطرفين).. وجهود السلام ازدادت أمامها العقبات رغم إلغاء الإدراج.. ومعاناة الشعب اليمني تضاعفت على الرغم من إلغاء التصنيف.

وكان يقال إن العقوبات الأميركية على العصابة غير مجدية، لأنها لا تمتلك أصولا خارج اليمن، هكذا قيل في العام 2021، ومنذ 2021 وحتى بداية العام 2022 تبين أن لدى العصابة داعمين ماليين، خارج اليمن، وأن لها أصولا يديرها طرف ثالث، وإلا ماذا نفهم من القرارات التي اتخذتها أميركا ودول عربية، بشأن حظر أنشطة، وتجميد أموال أفراد وشركات تجارية وشركات صرافة تمول العصابة الحوثية؟.