سعيد بكران

سعيد بكران

تابعنى على

حرب أوكرانيا وتباين خطاب المعسكر الغربي

Thursday 10 March 2022 الساعة 07:15 am

في الأزمة القائمة مع روسيا يظهر الاختلاف الواضح بين خطابين في المعسكر الغربي.

خطاب تتزعمه بريطانيا وتمضي عليه الولايات المتحدة وكندا حرفياً، وهو خطاب حرب واستفزاز يدفع الأمور نحو التصعيد.

والخطاب الآخر خطاب أقل حدة وعدائية يحاول احتواء الموقف وعدم توسع الصراع وخروجه من أوكرانيا ويبقي الاتصال بروسيا قائماً للبحث عن حلول.

هذا الخطاب تجده لدى الفرنسيين والألمان بالدرجة الأولى ومعهما عدد كبير من الدول الأوروبية.

المضحك أن كل المزايدات الحربية الكلامية البريطانية تصب الزيت على نار الصراع ولكنها ترفض الدخول المباشر فيه وترفض حتى تحمل تكاليفه الإنسانية مثل ملف اللاجئين.

استقبلت بريطانيا حتى الآن خمسين لاجئا أوكرانيا فقط من مجموع عدد لاجئين تجاوز المليونين ويقترب من مليونين ونصف.

فرنسا وصفت تعامل بريطانيا مع ملف اللاجئين الأوكرانيين بأنه تعامل يفتقد للإنسانية.

ووزيرة ألمانية علقت على الاندفاع البريطاني ودفع أمريكا خلفها وإحراج فرنسا وألمانيا والدول الأوروبية لقطع إمدادات النفط والغاز الروسي بالقول: 

نريد عقوبات على روسيا وليس علينا.

يا ترى ما الذي تخفيه بريطانيا وتخطط له مع الديمقراطيين اليساريين في أمريكا وكندا  لأوروبا ولفرنسا وألمانيا بالتحديد؟

قبل أشهر قليلة كانت هناك أزمة كبيرة بين فرنسا من جهة وأمريكا واستراليا من جهة أخرى بسبب صفقة الغواصات الفرنسية.

اليوم تلقى الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي اتصالاً هاتفياً من المستشار الألماني.

وكانت صحف أمريكية وبريطانية قد كشفت أمس أن كلاً من (ولي العهد السعودي) الأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد قد رفضا استقبال اتصال من بايدن.

الصراع في أوكرانيا بالفعل يعيد تشكيل العلاقات الدولية حتى داخل المعسكر الغربي نفسه والعالم العربي في قلب هذه التشكلات.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك