علي المقري

علي المقري

تابعنى على

الرئيس اليمني مؤلفاً

Saturday 02 July 2022 الساعة 04:56 pm

كان عمر الجاوي لا يرى أي فوارق ثقافية بين شمال اليمن وجنوبه سوى تلك المتعلقة بتنوع الفلكلور وتأثيراته الاجتماعية بل وذهب، مع الدكتور عبدالرحمن عبدالله إبراهيم، عشية الوحدة اليمنية 1990 إلى نشر مقال في مجلة "الحكمة" يستنتجان فيه عدم وجود فوارق اقتصادية بين الشطرين. 

وسخّر الجاوي هذه المجلة منذ أوائل سبعينيات القرن الماضي إلى نشر تاريخ هذا التكامل بين الشطرين من خلال الدراسات والمقالات.

الدكتور رشاد محمد العليمي (رئيس مجلس القيادة الرئاسي) ينحو في مقدمة كتابه (الأساليب التقليدية لحل النزاعات في اليمن، دار أروقة، القاهرة 2022) هذا المنحى الذي مضى فيه الجاوي ورفاقه، إذ يرى أن "الدعوات التي تذهب إلى أن هناك اختلافاً شاملاً بين الشمال والجنوب غير واقعية، تقابلها دعوات أخرى تعتبر أن هناك أصلاً وهناك فرعاً وهي دعوات تحمل نفس التطرف والبعد عن الواقع الاجتماعي والثقافي للمجتمع بأبعاده التاريخية والثقافية".

 فما هو تصوّر الرئيس، المعترف به دولياً، لحل هذه المشكلة التي تُعتبر من الأولويات في اليمن؟

أعترف بأن ما حفزني لقراءة هذا الكتاب هو التعرّف على كيفية تفكير العليمي أو تصوّره لمستقبل اليمن، وهو الجواب الذي وجدته في مقدمة الكتاب، التي كُتبت في يناير 2022، إذ يواصل القول إن ما سبق "يستدعي العمل على معالجة قضايا السلطة والثروة من خلال المفاهيم العصرية في سيادة القانون وتطبيق نظام الوحدات الإدارية المستقلة ماليا وإداريا في إطار ما يسمى الدولة الاتحادية وهي الطريقة التي أخذ بها الكثير من المجتمعات وعالجت من خلالها أوضاعا أكثر تعقيداً، معالجة طُبِّقتْ على مجتمعات متباينة وذات جذور ثقافية مختلفة، ورغم ذلك استطاعت تلك المجتمعات بالوعي والإدراك لأهمية التعايش المشترك ونبذ العنف والاحتكام للحوار والخضوع لسيادة القانون والمواطنة المتساوية، أن تحافظ على وحدتها في إطار التعدد بحيث أصبح التعدد والثراء الثقافي في تلك المجتمعات عامل قوة وليس سببا للصراعات والحروب، وهناك نماذج كثيرة لهذا الفعل الواعي في عالمنا المعاصر".

أمّا بعد..

فالبحث/الكتاب، كما يبدو أُنجز في بداية الثمانينات من القرن الماضي ولهذا ركّز على المحافظات الشمالية، مع إضافة فصل جديد يتناول فيه أساليب العرف في المحافظات الجنوبية والشرقية وبالذات حضرموت، والتي تسبقها الإشارة إلى أن قبائل الجوف في الشمال كانت تحتكم في حل النزاعات إلى الحكم بن عجاج في حضرموت.

أكثر ما يلفت في الكتاب أنه يتكئ على "معلومات الباحث باعتباره جزءا من مجتمع البحث" أكثر من اتكائه على المراجع البحثية الأخرى. [ربما أعود للكتاب إذا كان هناك فسحة من الوقت!].

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك