نبيل الصوفي

نبيل الصوفي

تابعنى على

القبيلة والهاشمية وجيش الجمهورية وأحزابها.. طريق الشمال

Friday 15 July 2022 الساعة 06:38 pm

شمالا، إما جيش أو هاشمية، هذه هي الأطراف القادرة، من منها يستطيع ضمان النفوذ والمصالح للقبيلة في شمال الشمال يتمكن من صنعاء.

ولكن هذا ينتج سلطة، أما دولة فستبقى عالقة على قدرة السلطة على تفهم قيمة الأطراف الاجتماعية غير القبلية في غالب اليمن، إضافة إلى تفعيل قيمة وتمثيل التوجهات المناطقية.

في صنعاء، فإن الهاشمية كانت هي سلطة القبيلة لمئات السنين.

وكانت القوات المسلحة هي البناء الحديث الذي دخل كمعادل وطني بدعم قومي مصري في 1962، واستمر حتى أسقطته ثورة 2011 في أهم معاقله شمالا.

وأتذكر أني كتبت ملاحظات في الفيس بوك عن مخاطر إسقاط الإخوان لمعسكرات فرضة نهم وقشلة عمران، وذكرت أن القبيلة أقامت حربا في 94 لأنها بالكاد قبلت معسكرا بقيادة قبلية قبل 1990، فكيف بمعسكر جديد بقيادة من داخل الجنوب وبتوجه اشتراكي.

وتتذكرون كلمة الرئيس السابق علي عبدالله صالح -رحمه الله- وهو يقول: المعسكرات في فرضة نهم قيمة جمهورية وليست للسلطة.

وحينما سقطت مؤسسة القوات المسلحة فتحت الطريق لعودة حكم الثنائية، الهاشمية/القبيلة بهندسة إيرانية وخبرة فارسية بهذه البلاد وصراعاتها.

حينما تحكم القبيلة، تعود الهاشمية "هجرة"، في حماية القبيلة.

وحينما تخسر القبيلة سلطتها، ترفع راية الهاشمية حتى تستعيد هذه السلطة.

كانت الجمهورية محاولة وطنية لإنجاز حكم وطني يتجاوز عصبية ثنائية القبيلة/الهاشمية، ولكن هذه الجمهورية تعرضت للجرح برفض القبيلة للوجود العسكري المصري، ثم تكاثرت الجراح بانقلاب نوفمبر 67 ثم باتفاق الجمهوريين مع الملكيين.

وما بين 1967 و2011 كان الحلم الجمهوري معلقا برقبة المؤسسة العسكرية، وللأسف فإن وحدة 90 والوجود الحزبي بدلا من أن يكونا رديفا للقوات المسلحة دخلا في صراع انتهى بزوالهما معا.

ماض يرفض أن يذهب

شمالنا المحترم راجع يعيش أيام الجاهلية، معارك كبرى داخل قريش بين بني أمية وبني هاشم، والتبابعة والغساسنة واليمانية.

شقادف وبراميل صوتها يسد أفق الوطن والمواطنة.

انفصال داخل انفصال، وتشطير داخل الشطر.

ماعاد باقي للجمهورية والوحدة والوطن والمواطنة ولا ذرة وجود..

سرحتنا.

*   *    *

يسحبك "الفيس بوك " من الواقع حتى يقطعك تماما، تدير معارك كبرى يطير لها غبار الكلام حتى يملأ أفقك.

تفرح وتحزن، تخاصم وتصاحب، تؤمن وتكفر، كله فيسبوكيا.

أعرابي عظيم ذلك الذي قال: أشبعناهم سبا وأودوا بالإبل.

بالطبع في ظروف كالتي يعانيها الشمال اليوم، فإن الفسبكة وطن.

لا تدري هل تحزن إن عاش معارضوه في الفيس وتركوا الواقع أم ترى ذلك خيارا أفضل من الصمت، لأنه لا يمكننا أن نفعل شيئا في الواقع.

صراع مشاعر عاصف.