د. عبدالودود مقشر
عندما تفقد الأمة ذاكرتها.. خسارة اليمن للقاضي "أبو الرجال"
فقدت اليمن يوم الجمعة السابع من محرم 1444 هجري الموافق 5 أغسطس 2022م رجلا يعد بحق ذاكرة الأمة اليمنية.
فهو المؤسس الأول والحقيقي للمركز الوطني للوثائق ويتبع رئاسة الجمهورية لأهميته فهو أرشيف اليمن وقد عمل على تطويره دوما.
يعد القاضي "أبو الرجال" من الثوار اليمنيين الذين بذلوا الحياة بصدق من أجل الجمهورية والثورة وتولى مناصب إدارية كثيرة ووزارات ومنها محافظ محافظة الحديدة 1978 - 1983.
[ومن المصادفات بالأمس كانت وفاة الشيخ عبدالرحمن محمد علي عثمان الذي تولى المحافظة بعده مباشرة].
وما زال أبناء الحديدة يحملون لهما كل حب وتقدير لأنهما كانا نظيفي اليد.. رجال دولة.
فالقاضي علي أحمد "أبو الرجال" من أشرف الرجال وأنزههم بحق وآخر العظماء الذين صنعوا تاريخ اليمن المعاصر، وهو موسوعة في التاريخ اليمني، ولا أدخل صنعاء دون المرور به والاستئناس بالجلوس معه.
أخبرني أنه على وشك الانتهاء من كتابة مذكراته التي ستكون بمثابة تاريخ سياسي واجتماعي وثقافي لليمن.
وعندما أخبرته أنني في آخر اللمسات الأخيرة لتحقيق كتاب (الدرة الفريدة في تاريخ مدينة الحديدة) للمؤرخ العلامة أحمد عثمان مطير، أخبرني بمطير وأنه طلب منه بيانات إحصائية ليضمها في (الدرة الفريدة) وأنه بالفعل ضمها، لكنه قال إنه وسعها في فارقة تاريخية لمدينة الحديدة أثناء توليه محافظاً لها التي تطورت بشكل مذهل.
فعندما يوجد الرجال الأصفياء الصادقون أمثال "أبو الرجال" توجد القفزات التاريخية والتنموية للمدن والتطور السريع.
لم أكن أمتنع عن إمداده بصور خاصة لمدينة الحديدة.
كما لم يبخل علي بكرمه بإمدادي بالمعرفة والتاريخ.
رحم الله القاضي علي أحمد "أبو الرجال" وأسكنه فسيح جناته.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك
