وليد مكرد

وليد مكرد

تابعنى على

الهدنة.. ووضع اللا حرب واللا سلم

Sunday 11 June 2023 الساعة 08:06 pm

كما عهدناها، تلجأ مليشيا الحوثي الارهابية عقب كل حرب تفجرها إلى المهادنة. وهي استراتيجية التوقف كجزء من مسار المعركة بحيث تمنع انزلاقها إلى الهزيمة وتجعلها نداً على طاولات الحوار. 

وهذا أسلوبها المتبع منذ الحروب الستة، مروراً بما بعدها وصولاً إلى المشهد العام اليوم والمتمثل بالهدنة والبقاء في وضع اللا سلم واللا حرب.

لكن اللعب على أوتار الوقت لم يجد، طال الوقت أو قصر، قناعتنا حتمية بمقاومة مشروع الإمامة منذ أكثر من ألف عام وقبول جنوحها للهدنة ليس معنى ذلك القبول والتكيف مع مشروعها عن عجز أو استسلام عن مقاومتها.

كمقاتل في إحدى الجبهات العسكرية المقاومة للكهنوت، لا تقلقني كثرة التحليل والتنظير إلى ما ستؤول اليه الأمور المبذولة لتثبيت الهدنة او فشلها، لأننا في حياتنا كعسكريين نتوقع أسوأ الاحتمالات. وأسوأ احتمالات فشل السلام هي عودة الحرب.

لا قلق او خوف طالما ونحن لم نغادر متارسنا ولم نضع سلاحنا وباقون في الخنادق نضمد الجراح ونصون السلاح ونتطلع الى الانتصار.

ولكن يهمنا وضع شعبنا وبقاؤه تحت وضع اللا سلم واللا حرب تحت جماعة إرهابية.

وهنا تظل المسؤولية قائمة والعهد باقياً على الوفاء بمواصلة المعركة، عهد عالق في رقبة كل مقاوم.. والاستعداد لاستكمال التحرير متى ما حانت ساعة الصفر واقتضت التوجيهات. وهذ يعني أن الهدنة ليست نهاية، فمعركتنا ما زالت قائمة.

ننظر إلى مساعي السلام ونحن أكثر ثباتاً وشدة ويقيناً في قضيتنا دون أن نتزعزع مع تلكؤ ومماطلات وتسويف المليشيا.

المقاومة بالنسبة لنا خيار ومصير، منذ انضمامنا لصفوفها ونحن نعرف أن نهاية مساراتها أحد الحسنين وهي مغرم وليست مغنما.

أحرار المقاومة المواجهة للكهنوت على مختلف الجبهات قدموا تضحيات جساما يصعب التفريط بها والتنازل عنها لمجرد بقاء صنعاء ومؤسسات الدولة تحت سيطرة المليشيا، لأن القضية تبقى قضية حتى تحقيق غايتها.

نحن موقنون أننا ذاهبون إلى الموت من أجل قضية ووطن ودفاعاً عن شعب عظيم والنفوس تفيض بالثوابت والقيم والعقيدة الوطنية، والأحرار نذروا دماءهم الزكية ثمنا لهذا الموقف من أجل شعب وليس مصلحة شخصية.

يعرف "المرتزق" من هو المرتزق.. ونعرف نحن مكاننا في إطار معركتنا المقدسة. ومن أجل شعبنا قاتلنا ولم نقل نقاتل من أجل تحرير الشعوب والوصول الى القدس او من اجل مواجهة أمريكا وإسرائيل.. وهنا السلام والتوقف لا يكشف عورة مشروعنا او يجعلنا نشكك في قضيتنا.

من جبهة القتال نعتز ونفتخر بالانتماء لعروبتنا والمشاركة بخوض هذه المعركة التي نعتبرها لا تقل أهمية عن قادسية القعقاع وقادسية صدام، إنها القادسية الثالثة والتي يخوضها اليمنيون واشقاؤهم دفاعاً عن قوميتهم وعروبتهم.

أكرر لمن يجهل هدف قضيتنا. معركة عزة وكرامة معركة مواطنة متساوية تحفظ فيها الحقوق والحريات وتصان جمهوريتنا ومكتسبات شعبنا في ظل مؤسسات دولة النظام والقانون ومن اجلها خرجنا.

وإذا كانت جهود السلام والهدنة ستحفظها وتخلق تعايشا مع الانقلابيين حملة المشروع الخميني وتجبر مليشياته على التخلي عن فكرتي الاصطفاء والولاية واستعباد اليمنيين، فلسنا متعطشين لسفك الدماء بل نحن أحرص منهم وعلى ذلك وعليه عاهدنا القيادة على الوفاء "اما العيش بكرامة او دفنا انفسنا تحت الرمال".

ما دون ذلك ما تزال المعركة قائمة وحمل كل مقاوم مشروع شهيد.. وما زال هناك رجال قادرون على سحق مشروع ايران طالما الاحرار مرابطون في متارسهم وأصابعهم على الزناد لتنفيذ توجيهات قيادتهم الوطنية، حاملين هم قضيتهم المصيرية التى من أجلها نذروا انفسهم للمضي حرباً او سلماً حتى النصر عاجلاً أم آجلاً.