محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

"الإخوان" في اليمن فاشلون ومبهررون

Sunday 09 June 2019 الساعة 08:57 am

تعبنا ونحن نحاول أن نقرأ لحزب الإصلاح "فرع الإخوان المسلمين في اليمن" عقليته وتفكيره بطريقة تجعله يدرك ما يجري في اليمن بشكل واقعي بحيث يشعرون أن هناك حرباً في بلادهم وتشظياً في المجتمع وتفككاً للجغرافيا، وكذلك أنهم ليسوا في رحلة سياحية باسم الشرعية اليمنية.

خمسة أعوام من زمن سقوط الدولة في صنعاء وقيادات حزب الإصلاح تخوض معاركها الشخصية متنقلة بين الفنادق في الرياض وتركيا، وتحمل أغراضها الخفيفة في حقائب صغيرة التي بالكاد تتسع للمعاملات التجارية والمشاريع الاستثمارية، وعندما يتعلق الأمر بتحرير الدولة والمجتمع يظهرون على شاشات الإعلام لا للتنديد بجرائم الحوثي وإنما للسب والشتم في من يقاوم الإرهاب الحوثي في أرض المعركة.

يعتبر الإخوان أن كل مقاوم ومناهض للحوثي هو مناهض لهم ويستهدفهم، حتى ونحن اليمنيين جميعاً في خندق الجمهورية والبنادق صوب ميليشيات الحوثي، إلا أنهم لا يعتبرونها بنادق مقاومه لأنها لم تخرج من تحت عباءتهم وقيادتهم وأيديولوجيتهم، ويكتفون بالتغني أنهم أول من واجهوا الحوثي، والحقيقة أنهم أول من باعوا البلاد وسهلوا له أن يسيطر ويسقط الدولة.

ماذا لو ترك الجنوبيون مهمة تحرير الجنوب لحزب الإصلاح من مخالب الإرهاب الحوثي؟؟

لو فعلوا ذلك وتخاذل الجنوبيون لما وصلوا اليوم إلى مشارف محافظة إب، ولكانوا اليوم يقرأون ملازم الحوثي في بدرومات عدن، والميناء يديره أصغر مشرف حوثي من أسرة هاشمية، وأن حال عدن يشبه صنعاء بل وأفظع مما تعانيه صنعاء.

لقد أدرك الجنوبيون خطورة أن يكون حزب الإصلاح هو من يحمل بندقية تحرير مناطقهم، فكانوا هم المقاتلين والفدائيين والمسفوكة دماؤهم من أجل أن ينتصروا، وقد انتصروا بسلاحهم ودمائهم ومساندة الأشقاء من الإمارات والسعودية، وانتصروا بخذلان حزب الإصلاح لهم.

في أي معركة عسكرية أو سياسية يكون الإصلاح طرفاً فيها، سنجدها تتخذ مساراً وبعداً غير وطني سواءً كانت هذه المعركة ستحقق مصالحهم الذاتية كقادة حزب، ومصالحهم كجماعة دينية مؤدلجة، أو تكون معركة تحقق مصالح العامة وتدعم قيم الجمهورية وعودة الدولة.

فإذا كانت ستحقق مصالحهم ألبسوها لباس الشرعية والوطنية واهتفوا لها وجيّروا كل الإمكانيات لنجاحها، وإذا كانت غير ذلك هاجموها وطعنوا فيها واعتبروها خيانة للوطن والوطنية والشرعية.

ماذا يريدون من غيرهم؟؟ لا أعجبهم العجب ولا الصيام في رجب، يهاجمون الجنوب والمقاومة الجنوبية، حيث لا طلقة رصاصة واحدة من سلاح إخواني شاركت مع الجنوبيين تحرير مناطقهم، فلماذا يهاجمون المقاومة؟!!

وفي الساحل الغربي جن جنونهم عندما وصلت القوات المشتركة وحراس الجمهورية إلى وسط الحديدة وكانت على وشك الانتهاء من تحريرها بالكامل، فلماذا تخاذل الاخوانيون واتحدوا مع الحوثي لوقف هذه المعركة؟!!

أربع سنوات والساحل الغربي تسبح في شواطئه شاصات الحوثي، ولما جاء طارق بقواته بعد أن غادر صنعاء لبدء مرحلة جديدة مع العدو الجديد وتحرير الساحل من الحوثيين قامت قيامتهم وضجوا في الإعلام وقللوا من قدرة قوات المقاومة وحراس الجمهورية في حسم معركة الساحل، والسؤال الذي يطرح نفسه: إذا كان الإخوان يخافون من المقاومة وحراس الجمهورية فلماذا لم يقوموا بتحرير الساحل؟ لماذا لم يستكملوا تحرير تعز؟؟ لماذا توقفوا في جبهات القتال عن القتال؟؟

يقولون إن قوات طارق والمقاومة الجنوبية تدعمها الإمارات ويستنكرون ذلك، وكأن قادة حزب الإصلاح يبيتون في الوديان والجبال ببنادقهم مقاتلين كرارين غير فرارين، لا في فنادق الرياض.

الإمارات جزء من التحالف العربي بقيادة السعودية، وتقوم بواجبها العسكري والإنساني والخدمي، تقدم خدماتها للمواطنين بكل صمت ولا مِنة، مثلها مثل مركز الملك سلمان للإغاثة الذي يقدم هو أيضا مساعداته الإنسانية والخدمية وكذلك القوات السعودية التي تقدم خدماتها العسكرية، فلماذا الصياح والنياح على الإمارات يا إخوان؟!!

لا تريدون طارق يحرر الحديدة، تعالوا وقاتلوا وحرروها أنتم..

لا تريدون المقاومة الجنوبية أن تقاتل، تعالوا وقاتلوا بدلاً عنها في الضالع، اتركوا منابر الإعلام وغادروا الفنادق وكونوا رجال دولة مقاتلين لا انتهازيين.

لا تريدون حافظ معياد محافظ البنك ومنقذاً للاقتصاد والعملة الوطنية، تحاربونه وترفضون ربط بنك مأرب مع المركزي في عدن، تعالوا واتحملوا مسؤولية إنقاذ الاقتصاد بدلاً من هدمه ووضع العراقيل أمامه.

تعالوا وشاركوا فعلياً في إسقاط الحوثي، اتركوا الفنادق وعودوا على الأقل إلى مأرب وتنفسوا هواء اليمن واستفيدوا من الدعم الذي تقدمه السعودية والإمارات في صالح الوطن والبلاد، تعالوا ولامسوا هموم أتباعكم الذين تركتموهم بلا معركة وبلا سلاح وبلا وجهة يتخذونها ليعودوا إلى منازلهم وقراهم ومساجدهم، واتخذتموهم ورقة تتاجرون بها وتحققون من ورائهم مكاسب ذاتية بكل غرور منكم.

يكفي خمس سنوات وأنتم تتاجرون بدماء الناس، لا تشاركوا الحوثيين في المتاجرة بدمائنا والعبث بحياتنا، تنازلوا قليلاً عن غروركم وانظروا إلى أنفسكم ستجدون أنكم فاشلون وزد على ذلك مبهررون، لقد تهالكت الفُرش تحتكم.. توقفوا عن التغامز بينكم وكأن لا أحد سواكم.