محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

الإخوان أتعبونا

Wednesday 21 August 2019 الساعة 06:21 pm

الإخوان مثل صوت المزمار لي لي لي، كل شيء يريدونه لهم، وكل شيء حقهم، لا يوجد شيء إلا وأخذوه لهم واستحوذوا عليه وجعلوا منه أداة لخدمتهم ولمصالحهم.

أتعبونا كمواطنين منذ بداية وجودهم، ملاحقة للناس في كل مسجد وفي كل جامعه للانضمام لهم، واتعبونا بتضليل عقولنا أنهم مظلومون من السلطة، وأنهم مستهدفون من النظام السياسي، لأنهم متمسكون بنهج القرآن وهم الوحيدون القادرون على إعادة الخلافة التي تشبه لحية الزنداني وصوت الحزمي.

أتعبونا كثيراً كمواطنين بسطاء تم خداعنا، وأخذوا أموالنا بعد كل صلاة جمعة، تارة لنصرة إخواننا في الشيشان، وتارة نصرة لإخواننا في أفغانستان، ومرة أخرى للمظلومين في البوسنه والهرسك.

أما جمع التبرعات لفلسطين فكانت تأخذ الحيز الأكبر من دعائنا وأموالنا وبكائنا، كان الخطيب الإخواني يصعد المنبر وقد صاحبه عند الباب يجهز ثلاث "غتر" لجمع ما تجود به جيوب المصلين، ومجهزاً دموعه ونشيجه لتهييج المصلين، وهذه طريقة نجحوا فيها وجمعوا أموالاً لا حصر لها طيلة سنوات كثيرة.

أتعبونا كطلاب مدارس وأخذوا قيمة وجبة الصبوح باسم طلاب فلسطين ليس لديهم طعام، وتركونا بلا صبوح ونحن الجياع.

أتعبونا في حياتنا الاجتماعية، وسربوا إلينا الأحقاد فيما بيننا، وصنعوا التزمت الفكري والجمود الاجتماعي، وأنزلوا علينا حياة نعاني منها حتى اليوم.

تستروا بالدين واستغفلوا عقولنا، حتى صدقناهم وبذلنا لهم كل شيء، إلى درجة أن النساء وهبن ذهبهن للإخوان من أجل نصرة الدين وفلسطين، وكانوا ينشدون للناس باستعطاف: مظلوم يا إخواني مظلوم.. مظلوم مابيجيني نوم. الحقيقة أنهم ظلموا الناس ونهبوهم.

أتعبونا في السياسة في الأول يحرمون الحزبية وعندما وجدوا أنها تستطيع ان تصل بهم إلى السلطة حللوها وجعلوها وسيلة للابتزاز السياسي والتعطيل الحكومي وجني مكاسب خاصة بهم، وبدأوا يلبسون البدلة والكرفتة ليخدعوا الآخرين بأنهم حداثيون.

في السياسة لم يتعبونا فقط كمواطنين بل والدولة نفسها والوطن بذاته، وبسبب سياستهم نحن نتجرع ويلات الحرب والجوع والدمار.

سياستهم قتلتنا بإطالة أمد الحرب لأنها تدر عليهم ملايين الدولارات، ولأنها تعطيهم امتيازات عالية ولأسرهم، جعلوا من الحوثي وبقائه شماعة لوجودهم واستحواذهم على الشرعية.

أتعبونا في محاربة الحوثي لا هم الذين قاتلوه بجديّة وضمير وطني وبوعي جمهوري، ولا هم الذين تركوا الآخرين يقودون المعارك لينتصروا للشعب والوطن والجمهورية.

أتعبونا ومعنا التحالف العربي الذي اعتقد أن الإخوان سينصرون بلادهم وضخ لهم الأموال والأسلحة وجمع لهم دعم وتأييد العالم، والنتيجة أن الحوثي أصبح يقصف الرياض وما بعد الرياض، وفي كل مرة تقصف الرياض يبتسم الإخوان.

أتعبونا كمواطنين شماليين وقالوا إننا ارتضينا بالحوثي ويشتوا نفجر مقاومة من وسط صنعاء من أجل أن يخذلوها ويسحقها الحوثي كما حدث في حجور وانتفاضة ديسمبر، وأتعبونا كمواطنين جنوبيين لا خدمات قدموها لنا ولا دولة شفناها تمارس مهامها ونلمس وجودها، وعندما اتفقنا أن ندير أنفسنا ونوفر الخدمات والأمن، وشكلنا المجلس الانتقالي قالوا إننا أصبحنا انقلابيين وإرهابيين وانفصاليين ويطالبون العالم أن يأتي لقتلنا نصرة لهم ولشرعيتهم الإخوانية.

أتعبوا السعودية، يسبونها ويشتمونها في العلن ويتمنون زوالها في السر، ويتفقون مع الحوثيين، وفي نفس الوقت يريدون البقاء في فنادقها وتدفع لهم المرتبات المجزية والأموال الطائلة، لا وأيش بيستخدمون قنواتها الإعلامية أيضاً.

أتعبونا في القبول بالآخر ورفضوا أن يعترفوا بوجود الآخرين من أحزاب سياسية وقوى اجتماعية، كفّروا الاشتراكيين، وهاجموا المؤتمريين، ولعنوا الناصريين، وذبحوا العلمانيين.

أتعبونا حتى في اتفاقهم مع الحوثيين واندماج وحدتين من وحدات الإرهاب العالمي، وجدوا أن التحالف العربي بدأ يصحو ويكشف زيفهم وخداعهم وكذبهم وبدأ بسحب البساط من تحتهم، قاموا يتحالفون مع الحوثي ويستقوون به كما استقوا بهم طيلة خمس سنوات.

يريدون كل شيء إما الإخوان وإما لا شيء للجميع، وليس وحدهم من يريدون كل شيء بل الحوثي أيضاً، لأن الفكر واحد والإرهاب واحد والنهج واحد، وإنما فقط الإخوان سبقوا الحوثي قبل ولادته في كهوف مران.