فوزي العريقي

فوزي العريقي

شمعة أخرى

Sunday 10 May 2020 الساعة 03:01 am

دُرَّة محمد الفاتش.. شمعة أُخری تضيئ درب الحریة.

تحت هذا العنوان، تم نعي الرفیقة المناضلة، في إحدی نشرات ”حزب الوحدة الشعبیة الیمني“ السریة، حیث استشهدت الرفیقة في مثل هذا الشهر من عام 1982م، في فرع الجهاز المرکزي للأمن الوطني في مدینة تعز، حیث اعتقلت وتعرضت لتعذیب بشع، واعتداءات وحشیة حیوانیة.

قدم الیسار الماركسي خلال مسیرته النضالیة الممتدة اوائل سبعینات القرن الفارط، نماذج حیة لمناضلات ناضلن من أجل ترسیخ مبادئ الدیمقراطیة فی المجتمع، وتعرضن فی مسیرة نضالهن للملاحقات الأمنیة، والسجن والتعذيب، علی ایدي جلاوزة النظام الاستبدادي، ولنتذکر بفخر واعتزاز الرفیقات: المرحومة امینة محمد قاسم، الشهیدة امینة محمد رشید، ام حمیر، محصنة الحکیمي، إمي شفيقة علي أحمد، Afrah Ghalion، نادية الخلیفي، طیبة برکات، المرحومة فطوم امین زیدان، نجاة احمد سلام.


إلی خبر النعي للشهیدة دُرِّة الفاتش.


الإسم: دُرَّة محمد الفاتش


تاریخ المیلاد: 1961م


محل المیلاد: قریة الناصرة - تعز.


المستوی الدراسي: ثانویة عامة تعز.


- کانت بفعل تأثیر أسرتها الوطنیة العریقة نصیرة للحزب منذ سن مبکرة.


- التحقت بالحزب واصبحت عضوا اساسیا في 1976م، وکانت عضوا نشطا في القطاع النسائي في محافظة تعز.


- خدمت وطنها بصدق وشرف وتفان وإخلاص إلی ان واجهت الموت بإقدام وصلابة المناضلین، رافضة الخضوع لجلادي شعبنا، والتلاؤم مع انحطاطهم والاستسلام لأسالیبهم المنافیة للأخلاق النبیلة ولکل القیم الإنسانیة، زاهدة في الحیاة دون ان تمن علی وطنها بالشهادة فی سبیل عزته ومجده، وسیادته ووحدته، وتقدمه ورخائه.


- خلال عام 1982م، وضمن حملة الاعتقالات الشهیرة للمواطنین، تم اعتقالها من قبل الأمن اللاوطني بتعز، واشترك في التحقیق معها -إلی جانب الیمنیین- خبیر عراقي.


- تعرضت للتعذیب الوحشي بأشکال وأسالیب مختلفة، ابتداءََ بالضرب وانتهاء بالاغتصاب. من فرط التعذیب الطافح بالحقد والشراسة والممعن في انتهاك الأخلاق والقیم الإنسانية کانت تظل أکثر أیام الاعتقال في غیبوبة.


- عبثا وبصورة متکررة حاولت الاستخبارات انتزاع معلومات منها، وتم إعداد صورة خلیعة بهدف ابتزازها وإرغامها علی العمل لصالح الاستحبارات، لکنها صمدت للتعذیب ببسالة نادرة، ورفضت الابتزاز متحدیة الإرهاب والقمع، متماسکة في ثبات، متمسکة بوفاء بالأهداف والمبادئ الإنسانیة السامیة التي آمنت بها، مبرهنة بحق علی عظمة الإنسان.


- إن عزاءنا في شهدائنا کونهم بحق رموزا لکل ما هو نبیل وعظیم ومقدس.. فطوبی لهم الاستشهاد وطوبی لنا هذا العزاء الجمیل، فالشهیدة البطلة بموقفها الشجاع مثلت رمزا لتحدي الظلم والعسف، رمزا للأخلاق الثورية الفاضلة، رمزا للأخلاص والتفاني من أجل القضیة الوطننیة بأبعادها الإنسانیة.


فلقد ضربت الشهیدة البطلة المثل الرائع للمناضلین في الصمود والتماسك، رغم بشاعة التعذیب الجسدي والنفسي، ورغم فظاعة الابتزاز وشناعة الإرهاب، ورغم محاولة النیل من اخلاقها ووطنیتها، لکنها ظلت شامخة مستحملة للابتزاز والإرهاب، زاهدة بالحیاة من أجل غد الملایین المنشود، ولکي ترفرف في سمائنا رایة السیادة للوطن والدیمقراطیة للشعب، الوحدة للیمن.