عاصم الشميري

عاصم الشميري

تابعنى على

مصلحة الحرب على كورونا

Tuesday 12 May 2020 الساعة 02:14 am

يعمل الحوثيون، ذراع إيران في اليمن، على إخفاء حالات كورونا بأي شكل من الأشكال، وهذا ما فاقم الأزمة الكبيرة لكورونا في صنعاء، المدينة التي تسرب لها الوباء بهدوء وصمت دون معرفة الناس إلا بسماع عويل ذوي الضحايا. مات رجل في منطقة سواد حنش بأعراض كورونا فأنكرت الجهات المختصة أنه ضحية للوباء وبررت موقفها اليائس أن الجثة كانت في الثلاجة بجانب شخص مريض فانتقل المرض، هذا يعني أن هناك الكثير من الحالات المتوفية في الثلاجات!

الحوثيون لن يعترفوا أن كورونا قد تفشى في صنعاء ودخل إلى اعماق الاحياء الشعبية. تشييع الجنائز والتقارير الكاذبة عن حالات الوفاة التي تفيد اكثرها أن المتوفى كان يعاني من التهابات حادة في الرئة، والمستشفيات التي تستنجد أطباءها الذين يُقمعوا من جانب الحوثيين بالتهديد والتشديد، فأي طبيب ينشر معلومة يلاقي جزاءه بالمحاسبة والسجن، باعتبار هذه المعلومات جريمة تمس أمنهم، الكثير من الاطباء محتجزون ومرعوبون من كورونا ومن النقص الحاد في الادوات الطبية للمعالجة. أطباء ومواطنون اصيبوا لكن بالوباء الذي ضاعف من فتكه فداحة التكتيم وسوء الإدارة الحوثية لاحتواء هذا الفايروس القاتل، حتى جاءت نتائج التعتيم أن علقت منظمة الصحة العالمية نشاطها لعدم الشفافية. فلماذا يفعل الحوثيون كل هذا؟!

ليس من مصلحة الحوثيين بالتأكيد انتشار هذا الوباء، فالاانهيار الصحي الذي تشهده صنعاء منذ أن امتلأت المستشفيات بالقتلى والمصابين من الجبهات سيسبب ازمة كبيرة وسيرافقه انهيار في ساحات المعارك وفي العديد من المرافق الحكومية كما سيسبب جفافا في مصادر الدخل التي يعتمد عليها الحوثيون.

الحوثيون لا يفقهون الا في الحرب ولكن أدوات الحكم وإدارته تختلف تماما عن أدوات المعركة، لذلك هم خائفون من ضعف خبراتهم ومعرفتهم، فتركيب الصواريخ وتهريبها يختلف تماما عن خبرة صناعة أجهزة الأكسجين.

يخاف الحوثيون من إعلان حظر التجوال وعدم استقبال العاصمة لأي وافدين لأن الجمارك والضرائب وسرقاتهم ستنقطع، والزكاة التي اخذوا نصفها كذلك ستنقطع، وهذه المرة كانت المساومة بين حياة الناس وبين خزائن مالكم التي امتلأت بالظلم والجور وستمتلئ بجثث المواطنين الذين فضلت السلطة في صنعاء أموالهم على أرواحهم.