صلاح السقلدي

صلاح السقلدي

تابعنى على

قضية الجنوب.. نقاش مع مسؤول أممي

Thursday 04 March 2021 الساعة 06:23 pm

بدعوة من مكتب المبعوث الأممي كان لنا اليوم لقاء مع سكرتير المبعوث السيد مروان علي، ضمن اللقاءات التي يجريها مع عدد من الشخصيات والجهات المختلفة في عدن.

كان واضحاً وصريحاً بحديثه إلى درجة كبيرة... ومن أبرز ما سمعت منه وسمع مني:

سألني: إلى أين ترى الأمور تمضي؟ وماذا تريدون أنتم كجنوبيين، فنحن نريد أن نسمع منكم؟

جوابي: لا أعرف بالضبط إلى أين تتجه، فهي بغاية التعقيد، وأظن أن كثيراً من الشخصيات والقوى بمن فيهم قيادات رفيعة بالمجلس الانتقالي والشرعية لا يعلمون إلى أين تمضي بالضبط. 

أما ماذا نريد: فأنا للتوضيح أتحدث باسمي فحسب-، فما أتمناه هو وقف الحرب شمالا وجنوبا، وأن يكون الجنوب وقضيته حاضرة في المفاوضات القادمة وفوق الخارطة السياسية وفقا لواقع على الأرض.

كما أن القضية الجنوبية هي أساساً جذر الأزمة اليمنية، وبالتالي فالحل ينطلق من معالجة الأسباب، أما تجاهلها فهذا يعني هروبا من المشكلة إلى مسكنات آنية..

فأين القضية الجنوبية من المفاوضات القادمة وهل سيتم إشراك المجلس الانتقالي الجنوبي فيها أو أي تمثيل منفرد للجنوب بهذه المفاوضات؟

قال: أقول لك بصراحة، وهذا قلناه لقيادات الانتقالي، إن مشاركة الجنوب من خلال المجلس الانتقالي بالمفاوضات القادمة غير واردة تماماً بالوقت الراهن، بعد أن أصبح الانتقالي جزءاً من الشرعية والحكومة، وعلى كل حال، القوى اليمنية هي صاحبة القرار، فنحن لسنا أكثر من موفقين ومقربي وجهات نظر بين الأطراف، فمشاركة الانتقالي بهذه الحكومة كان عاملا مساعدا لجهودنا وسهّــل علينا كثيرا بأن أصبحنا أمام حكومة تضم قطاعا واسعا من القوى، فاتفاق الرياض نرى فيه بوابة الحل الشامل.

سألته: أليس من العدل أن يُـجازى الانتقالي والجنوب برمته بأن يُـشرك بالمشاورات القادمة طالما وقد كان أكثر مسئولية وواقعية بأن قــبل الشراكة بالحكومة وسهّــل كثيرا من مهمة الأمم المتحدة بدلاً من أن يُــعاقب بالإقصاء من المشاورات القادمة؟ ثم أن القوى الجنوبية في الجنوب هي التي على الأرض إلى حد كبير ومن الصعب تجاوزها؟

رد: ليس عقاباً، ولكن هكذا هو التوجه والقناعة لدى الجميع، فلدينا أولويات، فالمهمة الأساسية هي وقف الحرب والتوجه للمفاوضات، وفي حال تم الاتفاق على شكل الدولة يمكن أن يكون للقضية الجنوبية صوتها فيما بعد، فنحن متمسكون بالمرجعيات الثلاث وكذا الحكومة والإقليم، ونتمنى لكم ولليمن ككل من قلوبنا كل خير.

وحول سؤال: إذاً، هل سيتم إشراك باقي القوى الجنوبية التي لم تنخرط بشراكة مع هذه الحكومة طالما وقد تم حجبها عمن شاركوا بهذه الحكومة؟

كانت الإجابة: لدينا طرف واحد هو الشرعية يضم جنوبيين بمن فيهم الانتقالي وشخصيات جنوبية وإن كانت محسوبة على الشرعية بمن فيهم وزير الخارجية.

سؤالي: ولكن هذه المرجعيات كانت جزءاً من الأزمة ومن أسباب الحرب، كما أنها لم تعد صالحة اليوم، فالمبادرة الخليجية مثلا تنص على أن يتم تقاسم السلطة بين المؤتمر الشعبي العام واحزاب اللقاء المشترك، فهي أتت لمعالجة أوضاع كانت حاصلة حينها ونقل السلطة وتقاسمها بين القوى في صنعاء.

رد: نحن مثلما قلت لك لسنا من يفرض الحلول ومرجعيات الحلول، فهذا عائد إلى اليمنيين وإلى القرارات الدولية ذات العلاقة، فمهمتنا هي تقريب وجهات النظر ومساعدة الحكومة لتي يعمل وزراؤها بظروف صعبة على تأدية مهمتها، ونعمل على المستوى اليمني والدولي بشكل مكثف للوصول إلى حل يرضي كل الأطراف.

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك