محمد عزان

محمد عزان

تابعنى على

المبادرة السعودية وعراقيل تجار الحروب

Tuesday 06 April 2021 الساعة 06:51 pm

تضمنت المبادرة السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية نقاطًا مهمة، إذ تنص على وقف إطلاق نار شامل وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة والذهاب إلى مفاوضات مباشرة بين أطراف الصراع، وكل ذلك تحت رعاية الأمم المتحدة.

 وهذا اتجاه جيد؛ إذ لا بدائل أخرى غير الاستمرار في الموت والخراب، ولا يمكن لأي مبادرة حل أزمة أن تكون مُرضية لكل طرف 100%.

* * *

نحن ندرك أن وقف الحرب بالنسبة لتجارها يعني لهم خسارة فادحة.

 لذلك سيستمرون تحت أي ذريعة ما دام في مجتمعنا عِرق ينبض بالجهل والغباء.

* * *

 تقوم فكرة الدعاية التجارية على إرسال إشارات تجعلنا نشعر -بلا وعي- أننا نعاني من نقص ما إن لم نمتلك منتجاتهم الخاصة، وتحت تأثير سحر الدعاية يفقد كثير من الناس حرية الاختيار، فينفقون أكثر ما يملكون فيما يشبع أوهام التميز ويملأ مشاعر النقص التي تفتك بهم.

 تماما كما يفعل كثير من السياسيين حينما ينفقون مئات الملايين على وسائل إعلامية ضخمة ليقنعونا أنهم الأفضل وأن علينا أن نحيا ونموت في سبيل بقائهم للدين والوطن والحفاظ على توازن الكون!

فحذارِ يا صديقي أن تقع ضحية الدعاية، وتذكر أن الغد الذي تحلم به قد لا يأتي أبدا..

* * *

بعد تأكيد علم الاجتماع أن سكان كل بلدة في الدنيا وردوا عليها من خارجها في فترات مختلفة؛ يؤكد علم الجينات الوراثية أن 70% ممن يحملون القاب العشائر والأسر التي تكونت عبر التاريخ؛ لا صلة لهم بها!

وحينما نقرأ في تاريخ جزيرة العرب وبلاد الشام والعراق والأناضول وفارس ومصر والمغرب وأوروبا والقوقاز وسائر بلاد الشرق والغرب، نجد أنها كانت مناطق صراعات وردت عليها أمم واستوطنتها، بينما غادرتها أمم واستوطنت سواها.

 وهذا يؤكد أن الهوية الوطنية والعشائرية الممنوحة بوثيقة الدولة أو العُرف، ما هي إلا مجرد إجراء إداري؛ لا ينبغي النظر إليه كخصوصية تاريخية وميزة ربانية.

 فكثير ممن يتغنون بأمجاد تاريخ وطن اليوم، هم من سلالة غزاة الأمس، أو الهاربين إليه من جور أهلهم وعشيرتهم.

 فلا ينبغي أن نعيش الوهم الجماعي ونستميت في سبيل تحويله إلى خصوصية مقدسة.

 وندرك أنه حتى في حال تحقق الانتماء إلى هذا الوطن أو تلك العشيرة، فإنه لا يضيف إلى قيمة الإنسان شيئا؛ لأن «قيمة كل امرئ يحسنه» و«لكل درجات مما عملوا».

*جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيس بوك.