محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

جنوب التضحية والقضية يمدّ الشمال بالدم والسلاح

Thursday 08 July 2021 الساعة 11:03 am

يسبقهم الجنوب إلى المعركة، يتجاوز كل ألغامهم وارهابهم الذي يصنعونه أمامه منعاً وعائقاً، ويسند القبائل داخل مناطقهم، يصنع مع المؤمنين بقضية الشمال ومظلوميته قوة صلبة تعيد للناس إيمانهم المنزوع، وأملهم المفقود بتحرير صنعاء وكل المناطق. 

في البيضاء كما كان في الحديدة ولا يزال، يأخذ الجنوب على عاتقه مسؤولية إسناد المقاومة في الشمال، يبحث في امكانياته عن ما يمكنه تقديمه لإزاحة الظلام عن كاهل صنعاء، ويجد في نفسه الرزح الوحيد والسند الوثيق للمؤملين عليه في إنقاذ روح الهوية شمالاً وحماية الأرض جنوباً. 

البيضاء لها نصيب من الدم الجنوبي الذي أزهر نصراً في الزاهر، واستبسلت "العمالقة" وفي جوارها مقاومة آل حميقان والقبائل المساندة، وكُتب في سماء المعركة أن الجنوب رزح الشمال وسنده الذي لا يتزحزح مهما كانت المغريات والضغوط. 

في الوقت الذي كان الدم الجنوبي يسقي تربة البيضاء، كانت جماعة الإخوان قد رسمت خططها المحشوة بالغدر والخيانة، من أجل إثارة حرب في شبوة، بمنع "الانتقالي" من إقامة فعالية دعا إليها بعض انصاره، يعبث الإخوان بمنهجية الحرب ويختزلها في السيطرة على النفط وموانئ تصديره. 

الشمال يحمل مظلومية، ولا بد أن يقف معه الآخرون، الإخوان وشرعية الفساد هي من تنتهك الحرب لتحرير الشمال، مظلومية الشمال تكمن في من يدّعي القتال من أجله وهو قنوع عن الحرب ومستسلم لتسليمه لعدوه المعمم بالعِمة الإيرانية، وحده الجنوب حتى الآن هو من رأى في تلك المظلومية واجباً وطنياً وأخلاقياً ولم يستكن أو يستقر دون نصرة الشمال.

كلما تحرك الجنوب من أجل نصرة الشمال، وضعت الشرعية وجماعة الإخوان أمامه عوائق ومشاكل وقضايا، تريد له العزوف عما يريده شمالاً، لأن عودة صنعاء ودحر الأذرع الإيرانية منها يصب في مصلحة عدن، وهذا ما لا ترغب به الشرعية الفاسدة، لأن مصدر فسادها هو بقاء صنعاء رهينة إيران، وتبقى عدن رهينة إرهاب الإخوان وعبثهم.

كل الانتصارات التي تم تحقيقها في الشمال كان للجنوب دور فيها، من الحديدة الى البيضاء إلى الضالع إلى مأرب، الجنوب ومعه مقاومة الشمال هو الديناميكة التي تجعل من المعركة قضية وفكراً ورؤية، وليس استرزاقا ونهبا وسلبا وحياة رفاهية في فنادق انقرة.