محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

الإخوان.. أرادوها حروب الغنائم لا حرب الشرف

Wednesday 27 October 2021 الساعة 08:22 am

بسبب جماعة الإخوان وانهماكهم الخبيث للسيطرة على السلطة والثروة اهتزت أركان الدولة في 2011 وهم يجرون الأبرياء إلى محارق أوقدوها بأنفسهم كوسيلة لمهاجمة النظام وتجييش الرأي العام ضده، من أجل أن يتخلى عن الدولة ويسلمها إليهم، أرادوها في تلك الفترة أن تكون السلطة لهم كغنيمة يوزعونها بين جنرالاتهم العسكرية وبين اللحى الحمراء الملتوية باسم الدين.

ترك علي عبدالله صالح السلطة واعتقد أن الأمور سوف تذهب نحو السلام، واهماً ومعه الكثير، أن بتنازله يمكن أن تُحقن دماء الناس، ويشهد الناس تغييراً ملموساً إلى الأفضل، ولم يدرك خطأه في تسليمه السلطة إلى مجموعة امتهنت الفساد وانتشر في جسدها الحقد حتى تدلى من لحاها كل خوان أثيم، تقاسمت جماعة الإخوان السلطة فيما بينها ولكنها لم تستمر حتى سلمتها لجماعة الحوثي، وذهبت بعيداً تدير حروباً "بالاسم أنها ضد الحوثي" لكن الحقيقة أنها حروب الغنائم.

ما تجنيه جماعة الإخوان وقيادتها المنتشرة في فنادق الرياض وتركيا من الحروب في اليمن التي تقول إنها تخوضها ضد الحوثي، أكثر بكثير مما كانت تجنيه عندما استلمت السلطة في صنعاء، لقد وجدت في هذه الحرب الغنائم التي لم تكن تتوقعها، والأموال التي لم تتصور أن قياداتها سوف تجنيها وكلها بالدولار والريال السعودي، إن هذه الحرب هي أكبر وأعظم جائزة حصلت عليها قيادات الإخوان طيلة تاريخ وجودها ونشأتها في اليمن.

هذه الحرب هي أعظم إنجاز تاريخي استطاع "هادي" أن يقودها بحنكة واقتدار، لكن في الاتجاه المعاكس لمسار الانتصار وعودة الدولة إلى صنعاء، يقودها بكل شجاعة واقتدار في مسار الهزائم المتتالية والضياع والتفتيت لكل مكونات اليمن السياسية والعسكرية والاجتماعية، لقد خلق في اليمن وضعاً أكثر مأساويةً لا يمكن تجاوزه في بضع سنوات.

هذه الحرب لو يخيرون جماعة الإخوان ومعهم "هادي" وجنرالهم "الأحمر" على أن تتوقف ويعودوا إلى صنعاء ليحكموا، لرفضوا ذلك ولأصروا واستكبروا استكباراً عظيماً، إنها لهم مصدر دخل لا يمكن تعويضه ولا يمكن أن يتخيل المرء مقدار ما يحصدونه من وراء هذه الحرب، لقد فتحت لهم السعودية خزائنها من أجل أن ينتصروا، ولكنها تعجز حتى الآن أن تغلقها أمامهم بعد أن حصدوا لها ولليمنيين كل الهزائم.

جماعة الإخوان ومعها "هادي" وجنرالها "الأحمر" أرادو من هذه الحرب أن تكون حروباً كثيرة وبعيداً عن هدفها الرئيسي في استعادة صنعاء والدولة، لقد عجزوا أن تكون حرباً واحدة من حروب الشرف التي يقودها الأبطال من أجل أوطانهم، لقد عجزوا عن الوقوف أمام الشرف ليقاتلوا من أجله، ولأنهم تجار حروب جعلوها للغنائم والفيد.

لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تستعيد الحرب في اليمن اتجاهها السليم نحو الأهداف الحقيقية والوطنية في ظل استمرار جماعة الإخوان ومعها "هادي" وجنرالها "الأحمر" على سدة السلطة، والواقع طيلة سبع سنوات يشهد على ما اقترفوه من فساد وصناعة للهزائم، والواقع أيضاً يشهد عن عجزهم وخططهم البعيدة عن استعادة صنعاء وتحرير الشمال.

يجب على السعودية أن تستوعب درس السبع السنوات الهزائمية، وأن تغلق خزائنها عن فساد جماعة الإخوان وقيادات الشرعية في فنادقها، وأن تعيد خططها وتحالفاتها مع الأطراف المحلية الأخرى التي لها القوة والهدف الوطني في استعادة صنعاء وإنهاء حالة الخطر الذي يهدد السعودية في جنوبها، ولها القدرة على حماية الممرات المائية والدولية والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، ما لم فالنتائج إذا استمرت السعودية على هذا النهج دون تغيير، ستكون أكثر كارثية مما هي عليه الآن.