بلاغ ضد الحرب السعودية على اليمن

بلاغ ضد الحرب السعودية على اليمن

السياسية - Tuesday 31 March 2015 الساعة 02:03 pm

لليوم السادس على التوالي، تتواصل الحرب السعودية على اليمن، لنتوقف عن توصيف ماهية الحرب، الأهم، أن معاركها تدور في محيط قرابة 25 مليون مواطن، أيا يكن رأيهم حول الحرب، فهم جميعا "تحت القصف"، وتداعياته. كانت الأمم المتحدة، توقع مجاعة للملايين، قبل هذه الحرب، ثم أضيفت اليوم حرب، بدأت من النهاية، حيث انفجرت دون اي تحضيرات تراعي الحد الادنى من القانون الدولي الانساني. لقد نام اليمنيون، ليلة الأربعاء 25 مارس الجاري، وهم متوقعين الاستيقاظ ككل يوم، غير أنه مع فجر ذلك اليوم، سمعوا دوي القصف الجوي، مصحوبا بمحاصرة برية وبحرية وجوية، تمنع الحركة من والى اليمن، وليس الامر متعلق فقط بايقاف التجارة اليومية، التي تزود اليمنيين باحتياجاتهم الضرورية، من غذاء ودواء، بل وحتى تشل قدرة اليمنيين في الداخل والخارج على التنقل مهما كانت الضرورات الانسانية. فقد ضربت المطارات المدنية، وشلت حركة الطيران، في الساعات الأولى من الحرب. واذا كان يمكن تفهم، اجراءات منع اليمنيين، من السفر، حتى يتم "تحريرهم"، من عدو دول الاعتداء، فلقد تراكمت من الساعات الأولى، أزمة ملايين اليمنيين موزعين ومرتبطين بالعالم، فمنهم في الداخل، وجد نفسه ممنوعا من السفر مهما كانت ضرورات السفر، لعلاج او دراسة او تجاره او زيارة، ومن هم في الخارج، منعوا من العودة، مهما كان حالهم، ومنهم مرضى انتهت فترات علاجهم أو حتى توفى مريضهم في مستشفيات العالم، ولم يستطع العودة. غير أن ثمة وجه للمأساة أكثر كارثية، يتعلق بيمنيين، كانوا ليلة العدوان في مطارات العالم، بانتظار الاقلاع لبلادهم، او من انتهت اقاماتهم وكان عليهم الخروج من بلدان الاقامة.. ومع ان الحرب، تعلن تحت ذريعة، انقاذ الشعب اليمني، فقد عاجلت دولا مثل جمهورية مصر العربية، بايقاف حق اليمنيين في الدخول اليها الا باجراءات اضافية، للمرة الأولى منذ عشرات السنوات. وهي كانت ستحل مشكلة الكثير من هؤلاء للعودة اليها ريثما تنتهى الكارثة. ولدى اليمن، مئات الالاف من الطلاب، في دول العالم، ينتظرون مستحقاتهم المالية من دولتهم، يضاف لهم الان، هؤلاء العالقين دونما قدرات مالية على مواجهة الحياة الطارئة خارج بلادهم. وعلى الأرض، فان الاخبار المؤكدة، تتحدث عن عشرات الجثث الملقية في شوارع بعض المدن التي تشهد حروبا متعددة، ولاتجد من يدفنها أو يهتم بالتخفيف من حدة الاقتتال الذي يأخذ في بعض منه طابعا غير منظما.. وتوقفت كل اعمال الاغاثة في كل البلاد.. كما أضيف للاداء الحربي، التهديد العلني والصريح باستهداف مؤسسات عمل اعلامي، ايا يكن ادائها، فهي تعد من محميات القوانين الانسانية للحروب. اضافة لنقص كبير في هذا البلد، في امكانيات او حتى وعي الناس في التعامل مع اثار كثل هكذا، حروب في ظل غياب اي سلطة شرعية على الأرض. ومن المؤسف، أننا ونحن نقترب من اسبوع من بدء الحرب، لم نسمع أى صوتا لمنظمات انسانية دولية، تتحدث عن الانسان اليمني وماتعرضه له هذه الحرب من مضاعفات ومخاطر، ايا يكن موقفه من الحرب. اننا نتسائل، أين ذهب مكتب الأمم المتحدة للشئون الانسانية؟ وأين ذهبت منظمات الحقوق الدولية التي تعني بمن لاعلاقة لهم باطراف الصراع، وقضاياهم وشئونهم.. وماهي المسئولية الاخلاقية والقانونية، على منظمات العمل الدولي، وعلى دول الحرب، تجاه مثل هكذا اثار..