البيضاء.. أولى مهام الحوثي وأول هزائمه

الجبهات - Saturday 14 April 2018 الساعة 12:07 pm
البيضاء، نيوزيمن، خاص:

محافظة البيضاء التي لا جبال بعد آخر جبالها غرباً وشمالاً إلا جبال صنعاء، عادت لتتصدر نشرات الأخبار مجدداً بعد الانتصارات التي حققها الجيش النظامي وأبناء القبائل مدعومين بطيران التحالف بتحرير المديريات الرابطة بينها وشبوة ومأرب على التوالي، فيما تظل جبهات أخرى مشتعلة بدماء أبناء القبائل دون دعم يذكر بفعل نجاح آلة إعلام الحوثي في تشويه صورتهم.

خلال اليومين الماضيين، وفيما كانت تعزيزات مليشيات الحوثيين متجهة لدعم مقاتليها في الساحل الغربي وحجة وصعدة التي تتهاوى فيها جبهاتهم بشكل مطرد، جاءتهم الضربة في منطقة قانية الحدودية مع مأرب أسفرت عن هزيمة قاسية وخسائر كبيرة للحوثيين في الأرواح والمواقع الاستراتيجية والعتاد تضاف إلى سلسلة خسائرهم الممتدة لسنوات.

نقطتان مهمتان

لابد من الإشارة إلى نقطتين مهمتين في سياق الحديث عن الوجود الحوثي في البيضاء وإمكانية تحريرها في وقت قياسي:
الأولى تتعلق بذريعة تواجده في المحافظة، فنظراً لأهميتها القصوى جغرافياً كانت البيضاء أولى المحافظات التي قررت مليشيا الحوثي السيطرة عليها بعد سيطرتها على العاصمة صنعاء، وقد اختار ذريعة (القضاء على الجماعات التكفيرية) في المحافظة التي وجدت لها تعاطفاً عند مواطنين متضررين من الجماعات الإرهابية.

لاحقاً اتضح أن تلك اللافتة البراقة ما هي إلا ذريعة لتكون نقطة انطلاق للسيطرة على الثماني محافظات المجاورة لها لاسيما المحافظات الجنوبية، وقد كان لسيطرتها على البيضاء نتائج عكسية تماماً حيث ازدادت بؤر تواجد (الجماعات التكفيرية) في مناطق سيطرتها، بينما يحاول إعلام الحوثي كسب تعاطف اليمنيين إيماناً بقداسة معركته بإظهار كل أشكال المقاومة بأنها عمليات إرهابية تقوم بها القاعدة وداعش اللتان بدورهما تقدمان للمليشيات خدمات جليلة كلما اشتدت عليها المعارك بنشر تسجيلات لعمليات إعدام أسرى والتمثيل بجثثهم، في تناغم عجيب يضع علامات استفهام كثيرة حول حقيقة عداء تلك الجماعات لبعضها بعضاً!!

النقطة الثانية تكمن في أن أبناء القبائل يعتبرون الحوثي دخيلاً بقوة السلاح وهم بمقاومته يذودون عن أراضي القبيلة بحسب الأعراف والتقاليد المتوارثة عبر مئات السنين، فعدم وجود حاضنة شعبية للمليشيات في البيضاء ذات الطابع القبلي المسلح ييسر تحريرها بأقل الخسائر إن صبت الجهود الحثيثة لتحقيق ذلك فقد استنزفت المقاومة الشعبية التي لم تجد من يقف معها قوات الحوثي وترسانته البشرية، فخسر في معارك السيطرة -التي لم يحققها فعلياً- على مديرياتها نخبة قواته تسليحاً وتدريباً.