موقع بريطاني يكشف جرائم الحوثيين بحق سكان الحديدة وما يعيشونه من رعب مع تقدم القوات المشتركة

السياسية - Tuesday 26 June 2018 الساعة 09:16 pm
لندن، نيوزيمن، ترجمة خاصة:

نشر موقع "ميدل ايست آي" البريطاني، تقريراً ميدانياً من داخل مدينة الحديدة، كشف فيه الجرائم والانتهاكات التي تمارسها ميليشيا الانقلاب الحوثية بحق المدنيين والرعب الذي تعيشه قيادات وعناصر المليشيا مع تقدم القوات اليمنية المشتركة من ميناء الحديدة الاستراتيجي.

وأوضح الموقع البريطاني في تقريره أن الحوثيين حولوا كل شوارع المدينة إلى ثكنات عسكرية من متاريس وآليات وخنادق وحواجز وقناصة وانتشار كبير لمسلحيهم، مبينا أن ميليشيات الحوثي تقوم بممارسات إرهابية ضد المواطنين وصلت حد طردهم من منازلهم والاستيلاء عليها بالقوة وخاصة المباني المرتفعة، بغية استخدامها لتمركز قناصيها.

ويقول موقع "ميدل ايست آي" البريطاني، "إن مليشيا الحوثي حفرت الخنادق وقطعت الطرق الرئيسة ووضعت قناصين على مباني المواطنين في المدينة بالإكراه".

ولفت الموقع البريطاني، إلی أن المليشيا وضعت حواجز على الطرق المؤدية إلى الحديدة، وزرعت الألغام في ضواحي المدينة، في إطار محاولاتها لاعاقة أو تأخير تقدم قوات المقاومة المشتركة، دون اكتراث لمخاطر ذلك علی حياة المدنيين.

ونقل الموقع عن سكان محليين قولهم: "يستعد الحوثيون لحرب شوارع، ولهذا السبب نراهم يستعدون للمعركة في المناطق السكنية خارج المطار لاتخاذ المواطنين دروعا بشرية".

وقال مواطن آخر، "إن الحوثيين يستولون على المباني المرتفعة لتحويلها إلى تمركز للقناصة".. مضيفا "لا أحد يستطيع أن يعارض الحوثيين، لذا فعندما يهاجمون أي مبنى، يغادر الساكنون المبنى على الفور نحو المناطق الآمنة".

وقال، إن مئات العائلات فرت بالفعل من منازلها في المناطق المحيطة بالمطار وأن المزيد من العائلات تنزح كل يوم مع اقتراب المعركة نحو المدينة.

وأشار الموقع البريطاني الی انه منذ إعلان بدء معركة تحرير الحديدة في 13 يونيو، حققت قوات المقاومة اليمنية المشتركة بما فيها المقاومة الوطنية، بقيادة العميد طارق صالح، ابن أخ الرئيس السابق علي عبد الله صالح، تقدما كبيرا علی الأرض وتمكنت من السيطرة على مجمع المطار، الذي كان بمثابة قاعدة عسكرية للحوثيين، وباتت على مقربة 8 كيلو مترات من الميناء الرئيس.. موضحا انه على بعد 8 كيلومترات فقط من المطار، يعد ميناء الحديدة القناة الرئيسية للمواد الغذائية والإمدادات الطبية والتجارية القادمة إلى البلاد وموقع ذو أهمية استراتيجية رئيسية.

وتابع قائلا "الميناء ليس فقط شريان الحياة بالنسبة لدولة تعاني مما تسميه الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في العالم - 22 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات غذائية - هذا الميناء مورد رئيسي للمتمردين الحوثيين".

وأفاد موقع ميدل ايست آي، أن التحالف الذي تقوده السعودية يتهم الحوثيين بتهريب الأسلحة الإيرانية عبر الميناء، بما في ذلك الصواريخ التي تطلق أحياناً على السعودية.. مبينا ان فقدان الميناء يعني خسارة أنواع أخرى من الإمدادات أيضاً، مثل العائدات التي تكسبها المليشيا من خلال الجمارك.

ووفقا للموقع البريطاني فان خبراء يعتقدون أن الحوثيين سيبذلون كل الجهود لإيقاف القوات اليمنية من السيطرة عليه، كون ميناء الحديدة هو المنفذ الرئيس للحوثيين وهم ليسوا على استعداد للانسحاب السلمي، ولذلك سيلجأون إلى أي نوع من القتال للدفاع عن الحديدة.. مذكرا بان التحالف كان عبر عن امله في ان تقنع الأمم المتحدة من خلال مبعوثها الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، الحوثيين على الانسحاب سلميا قبل اندلاع القتال داخل الميناء والمدينة نفسها.

وافاد الموقع البريطاني أن القوات اليمنية تتحرك بحذر مع اقترابها من وسط مدينة الحديدة لادراك هذه القوات جيدًا الإجراءات التي يتخذها الحوثيون، بمافي ذلك كثافة الالغام المتفجرة التي زرعها المتمردون في طريقها.. مبينا ان مسؤولين اكدوا ان القوات اليمنية تبذل قصارى جهدها لتجنب استهداف المدنيين وهذا سبب رئيسي للتقدم البطيء، سيما وان الحوثيين يستخدمون المدنيين دروعا بشرية.

وذكر موقع ميدل ايست اي ان الحوثيين زرعوا الألغام الأرضية بكثافة لعرقلة تقدم القوات المشتركة، لكن لديها كاسحات ألغام وفرق مهنية تقوم بنزع الألغام الأرضية.. مشيراً إلی أن الخبراء يرجحون أن الحوثيين لن ينسحبوا من المدينة وستكون هناك معارك شوارع في المدينة كما حدث في عدن في عام 2015.

وخلص الی القول "بعد استيلاء الحوثيين على عدن في عام 2015 ، شنت القوات اليمنية التي يدعمها التحالف الذي تقوده السعودية هجومًا على المدينة لاستعادته. واستغرقت المعركة قرابة شهرين، مع قتال مرير طال أمده أدى إلى مقتل المئات وتسبب في دمار واسع النطاق في المدينة".