العُملة والمشتقات النفطية.. أسواق المليشيا للإثراء السريع

متفرقات - Monday 01 October 2018 الساعة 10:04 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

يواصل الريال اليمني في صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سلطة مليشيا الحوثي الكهنوتية تراجعه أمام الدولار الأجنبي بصورة يومية ودراماتيكية مخيفة تسير بالعملة المحلية إلى مرحلة الانهيار، وسط تسابق نافذين من قيادات المليشيا لشراء العملة الأجنبية وتحقيق إرباح خيالية في سوق المشتقات النفطية،

وخلال الساعات القليلة الماضية قفز سعر الدولار الأمريكي في صنعاء من (760) ريالا، إلى (820) ريال يمني، حتى مساء الاثنين 1 اكتوبر 2018م، بفارق زيادة قردها (60) ريال يمني، في حين قفز الريال السعودي من (180) ريالا إلى (215) ريال يمني، بفارق (25) ريال عن السعر السابق.

وحسب مصادر اقتصادية متخصصة فقد فتح ارتفاع اسعار المشتقات النفطية بشكل جنوني خلال الأيام القليلة الماضية في صنعاء والمحافظات المجاورة لها، فتح شهية لوبي مليشيا الحوثي المحتكرة لسوق المشتقات النفطية للإقبال بكثافة لشراء ما تبقى من عملة أجنبية وتهريبها للخارج لاستيراد شحنات جديدة من المشتقات النفطية وبيعها بأسعار السوق السوداء حيث تجاوز سعر دبة البنزين سعة 20 لترا (15) ألف ريال،

استنزاف ممنهج للعملة الصعبة

ويجزم الباحث الاقتصادي، نجيب عبد القادر، ألا أحد يمتلك السيولة المالية الكافية لإحداث مثل هذا الطلب الكبير على العملة الصعبة غير تجار المشتقات النفطية، مشيرا إلى استيرادهم لشحنات المشتقات النفطية بعيدا عن التعاملات المصرفية السليمة وفتح الاعتمادات المستندية عبر البنوك، واعتبر الخبير الاقتصادي عبدالقادر في حديث لـ" نيوز يمن" تلك الإجراءات المخالفة للقوانين " تدمير ممنهج وخبيث لاستنزاف العملة الصعبة ومسارعة وتيرة انهيار العملة المحلية بشكل كبير".

ومنذ سيطرتها على العاصمة صنعاء استولت مليشيا الحوثي على شركة النفط وصادرت مهامها ووظائفها، وقامت باحتكار أعمال وأنشطة تجارية عديدة، في مقدمتها استيراد النفط والغاز، وتعطيل وظائف شركة النفط اليمنية، وتحويل الإيرادات التي كانت الشركة توردها للحسابات الحكومية في البنك المركزي، تحويلها إلى إيرادات خاصة وذلك عبر شركات خاصة يملك أغلبها قيادات المليشيا " عبد السلام محمد وعبد الكريم الحوثي".

سحب منظّم للعملة المحلية

ولا تستبعد مصادر اقتصادية دخول قطر مجددا على خط أزمة تدهور العملة اليمنية مقابل العملة الأجنبية، معتقدة بوجود سحب منظم للعملة المحلية في الداخل اليمني، ومن ثم إقبال كبير لشراء العملة الأجنبية، وهى عمليات تحتاج إمكانيات مهولة، واتهمت المصادر دولة قطر بضخ مبالغ مالية كبيرة بعد التقارب المعلن مع مليشيا الحوثي، لتمكين الأخيرة من شراء العملة الصعبة في المناطق الخاضعة لسيطرتها بصورة هستيرية ويومية، وكشفت المصادر دفع مليشيا الحوثي لما يقارب 50 مليار ريال يمني لشراء العملة الاجنبية وتعزيز أرباحها في سوق المشتقات النفطية والغاز المنزلي الذي يشهد منذ تحقيق أرباحا خيالية .

إفقار عام للمواطنين

ومنذ استيلائها على السلطة في سبتمبر 2014م، تسعى مليشيا الحوثي الكهنوتية لإفقار المواطنين القابعين في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، وبما يمكن الجماعة من احكام قبضتها على السلطة، بدءاً بالسطو على إيرادات الدولة وإيداعها في حسابات خاصة ونهب الاحتياطي النقدي في البنك المركزي اليمني وتعطيل مهام مؤسسات الدولة الايرادية لصالح شركات خاصة بالجماعة وقطع مرتبات قرابة 800 ألف موظف يمني للعام الثاني على التوالي.