عدن تحتفل بتراث الشعوب والحوثي يوقف مهرجاناً للسينما في صنعاء

متفرقات - Thursday 04 October 2018 الساعة 09:09 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

بين تدشين مهرجان الشعوب والتراث في مدينة عدن، ومنع مهرجان كرامة اليمن لأفلام حقوق الإنسان، في صنعاء، مسافة ساعات محدودة فقط، لكنها تختزل الكثير حيال فداحة العقلية الميليشياوية التي تعبث بحياة اليمنيين في مناطق سيطرتها وتصادر حرياتهم انطلاقاً من تهويمات بدائية مصبوغة بخطاب ديني انتهازي.

ففي عدن أطلقت، الخميس، مؤسسة مجتمع مدني، صافرة البداية لمهرجان الشعوب والتراث، فحضر اليمن الكبير متارمي المساحة والجغرافيا ومتعدد الثقافات المجتمعية والشعبية تحت سقف معرض عدن مول.

بيد أن الصورة بدت مختلفة كلياً على الضفة الأخرى من الخارطة اليمنية حيث صنعاء، العاصمة أو التي يفترض أنها عاصمة، ذلك أن قراراً حديثاً اتخذته ميليشيا الحوثي، وضع اليمنيين وجهاً لوجه أمام جماعة فاشية لا تتردد في محاولات فرض أفكارها البدائية كنموذج حياة عامة في مناطق سيطرتها.

أما تفاصيل الصورة القاتمة في صنعاء، فقد بدأت بأسف منظمة اليمن تنتصر، لإلغاء فعاليات مهرجان "كرامة اليمن" لأفلام حقوق الإنسان، تحت ضغط تهديدات ميليشيا الكهوف وإنفاذاً لقرار أجهزتها الأمنية السرية.

وجاء قرار منع مهرجان كرامة اليمن في صنعاء، قبل ساعات فقط من تدشين فعاليات مهرجان الشعوب والتراث أكبر حدث ثقافي واجتماعي في مدينة عدن جنوبي البلاد، بمشاركة 24 خيمة تمثل جميل محافظات الجمهورية إضافة إلى بعض الدول.

وقد كان لافتاً المبررات التي ساقها الحوثيون لقرار منع إقامة مهرجان كرامة اليمن، إذ عكست في جزء منها مدى الاعتساف الفج للمفاهيم الدينية واستخدامها لتكبيل حرية اليمنيين وتقييد أنشطتهم الثقافية والإنسانية والاجتماعية بقيود بدائية من نسج المخيلة الحوثية الطائفية.

وبحسب إفادات مصادر حقوقية لـ"نيوزيمن"، فإن ميليشيا الحوثي بررت إيقاف أنشطة المهرجان بـ"عدم ملاءمته للبيئة اليمنية الدينية، وأنه موجه لهدم أخلاقيات شباب الأمة".

والأربعاء أعلنت اللجنة المنظمة لمهرجان كرامة اليمن لأفلام حقوق الإنسان عن إيقاف جميع فعاليات المهرجان بعد أن كان مقرراً تدشينه في الرابع من أكتوبر الجاري.

وأشارت إلى أن الجهات الأمنية (سلطات الحوثيين في صنعاء) كانت قد اعترضت على بوستر فيلم "ضوء قزح" (صورة رجل وفتاة) وتم تغيير البوستر والإعلان الترويجي للفيلم بناءً على أوامر الميليشيا، بيد أن الأخيرة أقرت منع إقامة المهرجان رغم التزام المنظمة بكامل الشروط البدائية التي وضعتها في وقت سابق.

ويهدف مهرجان كرامة اليمن في دورته الأولى تحت عنوان "Bring It To Light"، لتسليط الضوء على عدة قضايا مرتبطة بحقوق المرأة والطفل، وآثار الحرب عليها، وكذا معاناة النازحين، والتعليم، والديمقراطية، ومحاربة الفساد، والسلام والتعايش وغيرها، من خلال عرض ما يقارب 45 فيلما روائيا، وثائقيا، وتحريكيا، محليا ودوليا.

وسبق قرار منع إقامة المهرجان، هجوم شرس من قبل انصار جماعة الحوثي، على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبروه واجهة أخرى لما يسمونه بـ"الحرب الناعمة التي تمولها أمريكا وإسرائيل"، ووجهوا كل عبارات التهديد والوعيد للجنة المنظمة.

وقد أثار قرار ميليشيا الحوثي منع إقامة المهرجان، ردود أفعال غاضبة ومستهجنة لهذه التصرفات الهمجية من جانب الميليشيا، حد وصف الحوثيين بـ" داعش الثانية"، فيما ذهب الكثير من الناشطين إلى التحذير من أن اليمن ستشهد قادم الأيام حركة تقييد حريات من جانب ميليشيا الحوثي على طريقة داعش.

وعملت لجنة المهرجان على استقبال الأفلام التي تم إنتاجها في اليمن بعد العام 2014، بالتعاون مع المعمل 612 للأفكار ومهرجان كرامة الأردن والشبكة العربية لأفلام حقوق الأنسان- أنهار، الاذاعة الهولندية- منصتي 30 والصندوق الوطني للديمقراطية.