مأساة "فاكهة" امرأة من "الشقب" داست على لغم حوثي لتصحو في المستشفى

متفرقات - Sunday 25 November 2018 الساعة 08:59 pm
تعز، نيوزيمن، فيصل الشارحي:

في غرفة تتشاركها عدد من النسوة، ترقد امرأة في العقد الخامس من عمرها على أحد الأسرّة فاقدة للحركة بعدما تعرضت لانفجار لغم أرضي في منطقة الشقب بجبل صبر جنوب شرق مدينة تعز.

قبل نحو شهر من وجودها في المستشفى، ذهبت هذه المرأة التي تدعى فاكهة محمد، لجمع أعواد الحطب من منطقة قريبة من منزلها.

كانت لحظتها مستمتعة بأجواء الصباح الباكر على سفح ذلك الجبل، الذي يشهد برودة خفيفة في هذه الأيام الشتوية من السنة، دون أن تعلم أن مصيراً سيئاً سيكون بانتظارها.

لا تتذكر فاكهة كيف داست قدمها على اللغم الأرضي سوى عند إفاقتها من الغيبوبة في أحد المستشفيات وهي في حالة صحية حرجة، لتجد نفسها وقد فقدت بصرها وقدمها اليمنى وتعرضت يدها اليمنى ورجلها اليسرى لكسور وجروح بالغة وشظايا غطت أغلب أجزاء جسدها.

أجرى الأطباء عمليات جراحية عدة لها على مدى أسابيع توزعت ما بين بتر إحدى قدميها وتجبير الكسور وتضميد جروحها الغائرة، فضلاً عن استخراج عشرات الشظايا من جسدها النحيل.

"منطقة مستهدفة"

ولأن الشقب منطقة تشهد، على مدى سنوات، معارك بين المقاومة ومليشيات الحوثي، فقد زرعت فيها مليشيات الحوثية مئات الألغام، كما أنها تستهدف منازل ساكنيها بالقذائف بصورة مستمر.

تقول فاكهة، "منذ نحو ثلاث سنوات وقذائف المليشيات تنهال على منازلنا، وعمليات قنص المواطنين لا تتوقف".

وتتساءل هذه المرأة التي كانت تعاني من آلام مبرحة بسبب الجروح الكبيرة التي لم تبرأ بعد "عن السبب الذي يدفع مليشيات الحوثي إلى استهداف المدنيين بهذه الوحشية".

"جرائم مستمرة"

قضى نحو عشرة آلاف شخص نحبهم بسبب الألغام الأرضية التي زرعتها مليشيات الحوثي في عموم المدن اليمنية.

وسجلت مدينة تعز وحدها نحو 700 قتيل بينهم أطفال ونساء، وأصيب نحو 1100 شخص بجراح، فيما الأرقام مرشحة للارتفاع بسبب سقوط مزيد من الضحايا بشكل شبه يومي.

وزرعت مليشيات الحوثي الإجرامية الألغام المحرمة في ممرات يسلكها المدنيون في كثير من البلدات التي كانت تسيطر عليها انتقاماً لمواقفهم الرافضة لتواجدها.