مقتْل  الطفل سفيان شنقاّ.. نساء تعز يُطالبن بإعدام المجرمين شنقا في ذات المكان الذي وجد فيه

مقتْل الطفل سفيان شنقاّ.. نساء تعز يُطالبن بإعدام المجرمين شنقا في ذات المكان الذي وجد فيه

السياسية - Thursday 19 December 2013 الساعة 08:16 am

آ كتب - فؤاد الوقع،نيوزيمن: كان يتدفَّق موهبةً وذكاءًا وحيوية، وكانت لديه أحلام تطاول العنان وينوء بها جسمه الغضَّ، أحلامٌ بريئة لا تعرفها الوحوش البشرية؛ أولئك الذين تنادوا مُصبحين وأجمعوا أمرهم وكيدهم على اقتراف ذلك الجرم البشع والجريمة الشنعاء التي هزَّت وجدان اليمنيين. آ سفيان ذو 12 ربيعاً، فتىً في مُقتبل العمر، مقبلٌ ومستبشرٌ بالحياة، يرنو طموحه نحو المستقبل والبعيد، بيْد أن نفوس الإجرام كان لها رأي آخر فقامت باقتطاف روحه وأحلامه البريئة. كان عُمْر سفيان 3 أعوام لم يُدرك بعْد ما يدور في هذي الحياة حين فاضت روح والده إلى بارئها في العام 2001 م مُخلِّفاً وراءه ثمانية من الأبناء أصغرهم سفيان فأسامة، قُدِّر لسفيان أن يعيش اليُتْم والحرمان صغيراً وترعرع مع اليتم . آ عُرف سفيان بسمته الهادئ وسلوكه الذي جعله محبوباً بين أقرانه الصغار، وقُدِّر له أن يعيش حياتين؛ في الأولى كان يعيش طفولته البريئة ويلعب مع أقرانه الصغار ويمرح ويستمتع ببُهَج الحياة، وفي الثانية كان يتقمص دور الأب ورجل البيت يحكي لوالدته عن همه الذي يشغل باله بكيفية توفير لقمة العيش للأسرة علَّه يُخفِّف من أوجاع وآلام والدته . آ وسفيان عُرف عنه أنه طالب مُثابر يحتفظ بحلمه في أن يكون طبيباً أو مُهندساً، وكان مستواه التعليمي جيداً،علاوةً على ذلك يتمتع بعددٍ من المهارات والمواهب، إذ كان يشارك أيتام تعز الذين تكفلهم جمعية الإصلاح في المناشط والمراكز الصيفية واللقاءات الدورية التربوية وكان يتميز بكونه منشداً مميزاً ومتألقاً في رياضة التكواندو. لم يُكمِل تعليمه في الصف الخامس الابتدائي ومشواره التعليمي فمجموعةً من الوحوش ومُدمني المخدرات الذين يعيشون في ظل الفراغ الأمني الذي يُخيِّم على مدينة تعز قاموا بشنقه حتى يبدو وكأنه شنق نفسه، من الآن ستفتقد والدة سفيان لابنها أثناء عودته من مدرسته، ستفتقد أحلامه وضحكاته البريئة، لن يقص لها بعد اليوم عن طموحاته المستقبلية في إعالة الأسرة. قضية سفيان لاقت صدىً لدى الجهات المهتمة والمنظمات وشرائح المجتمع فقد تبنَّت مُنظمة (سياج لحماية الطفولة) هذه القضية. ودعت النيابة والقضاء لتطبيق أشدّ العقوبات القانونية بحق مرتكبي العنف ضد الأطفال . آ ويقوم علي الصراري مندوبها بمحافظة تعز بمتابعة القضية منذ حدوثها وذلك بناءًا على مناشدة أسرة الضحية . على صعيد متصل طالبن نساء محافظة تعـز رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي توجيه قيادة السلطة المحلية والأجهزة الأمنية بسرعة ضبط مرتكبي جريمة اغتصاب وقتل الطفل سفيان وإحالتهم للقضاء، و إصدار توجيهات رئاسية للسلطة القضائية لإجراء محاكمة مستعجلة وإقامة الحد الشرعي بإعدام المجرمين شنقا في ذات المكان الذي وجد فيه الطفل "سفيان" مشنوقا. لم يُقتل سفيان فحسب بل كان قتله اغتيال للطفولة البريئة واليُتْم، وكان وقْع الخبر مُدوِّياً على أسرته وأُصيبت بفزعٍ كبير لدرجة أن الأم التي تسكن مع أبنائها السبعة الآخرين في غرفتين مُتهالكتين أُغمي عليها ولم تفُق من هول الصدمة إلا بصعوبة ولم يستوعب الأخ الأكبر حتى اللحظة ما جرى من هول الحدث.