حارس المنتخب الوطني عياش لـ "نيوزيمن" يتحدث حول الصعوبات التي يواجهها اللاعب اليمني

متفرقات - Wednesday 06 February 2019 الساعة 07:27 am
عدن، نيوزيمن، لقاء خاص:

حارس المنتخب اليمني محمد إبراهيم عياش، في حوار حصري لنيوزيمن، تحدث فيه عن مشاركة اليمن الأولى في كأس أمم آسيا، والصعوبات التي واجهها المنتخب، وعن الإصابة التي تعرض لها، والتي حرمته من المشاركة في العرس الآسيوي..

* في بداية حديثه وصف أجواء بطولة كأس أمم آسيا بالرائعة، حيث قال: 
- كانت أجواء البطولة رائعة وحماسية، وكنا بالقرب من جميع المنتخبات، وشاهدنا فارق الإمكانات في كل شيء، دون استثناء.. كنا نأمل أن تكون لنا كلمة في هذا المحفل الكبير، لكن فارق الجاهزية مع بقية المنتخبات، وعدم استقرار الجهاز الفني، كان واضحاً للغاية، إضافة إلى عدم توفير مباريات ودية كافية تمكننا من تقديم مستوى يليق بمستوى البطولة.. ونقدم اعتذارنا لكل اليمنيين، وكل من عوّل علينا في تقديم صورة طيبة.. وإن شاء الله القادم أفضل.

* وعن الظروف الصعبة التي عانى منها المنتخب قبل وأثناء البطولة قال عياش:
- وصولنا إلى نهائيات كأس أمم آسيا كان بعد معاناة كبيرة في المعسكرات والتي تجاوزت الأربعة أشهر، إضافة إلى السفر لفترات طويلة أقلها 35 ساعة، وأكثرها 42 ساعة على متن الباص.. ولعبنا جميع مباريات الذهاب والإياب خارج أرضنا، وهذه أكبر صعوبة يواجهها أي منتخب، بأن يلعب كل مبارياته خارج أرضه.

والحمدلله رغم كل الظروف والصعاب التي واجهتنا إلا أننا تمكنا من تحقيق التأهل التاريخي للكرة اليمنية في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، ناهيك عن عدم وجود دوري محلي وعدم استقرار للاعبين، أضف إلى ذلك عدد المرات التي تأجلت بها المعسكرات بسبب الظروف الأمنية، وفي بعض الأحيان كنا نجازف ونذهب للتمارين رغم سماع أصوات الانفجارات والاشتباكات، إلا أننا كنا نصر على الذهاب إلى التمارين وإقامة المعسكرات في ظل عدم رضا عائلاتنا، إلا أننا كنا نقول لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا.. والحمدلله رغم كل الظروف والعوائق التي كنا نمر بها إلا أننا حققنا ما تعبنا من أجله، ورغم كل الانتقادات التي كنا نسمعها والتي تُقال عنا إلا أن هذا كان يزيدنا إصراراً على التأهل.. وقد وفقنا الله إلى ما كنا نرجوه، وتأهلنا إلى النهائيات.

* وعن الظروف المادية الصعبة التي يعانيها اللاعب اليمني، أوضح عياش:
- أما الظروف المادية، فحدث ولا حرج.. فلولا حبنا لليمن لما لعبنا كرة قدم.. حبنا لوطننا هو الحافز الوحيد الذي يجعلنا نقاتل ونتعب ونجتهد لرفع سمعة اليمن وعلم اليمن الموحد في أكبر المحافل الرياضية.. ولو أننا كنا نحصل على عشر ما تتحصل عليه المنتخبات الأخرى لوصلنا وحققنا أكثر بكثير مما نحققه وحققناه، ولكن الأوضاع والظروف الحالية أقوى من حماس اللاعبين وأقوى من كل شيء، فلاعب المنتخب اليمني يكفي أنه يذهب ويسافر ويترك أهله لأكثر من أربعة أو خمسة أشهر بدون أي أموال.

* ودافع عياش عن لاعبي المنتخب اليمني جراء الانتقادات التي تعرضوا لها بعد أدائهم في البطولة قائلاً:
- بعض الأشخاص يقولون إن دولاً مثل العراق، وسوريا وفلسطين، يعيشون ظروفاً مشابهة لما تعيشه اليمن، إلا أن منتخبات هذه الدول تقدم أداءً ونتائج لا يقدمها المنتخب اليمني. أريد أن أقول لهم إن كل هذه الدول يوجد فيها دوري منتظم، وأغلب لاعبيهم يلعبون في أندية قوية، ونحن لا نقارن بأحد، فاللاعب اليمني يكفيه بأنه يشارك مع المنتخب وهذا أكبر إنجاز..

* وبسؤاله عن ما إذا كان التقاهم أحد من المسئولين اليمنيين أجاب: 
- لم نقابل أيّ مسؤول، سوى السفير اليمني في دولة الإمارات.

* وأوضح عياش كيف أثرت الصراعات السياسية داخل البلاد عليهم: 
- أكبر عائق يواجهنا هي الصراعات السياسية فهي التي تسببت بعدم توافر دوري محلي، كما أنها السبب بنقل كل مبارياتنا خارج الوطن، وهي التي تسببت بأن أغلب اللاعبين تركوا الرياضة واتجهوا للبحث عن لقمة العيش.

* وعاد عياش بالذاكرة إلى ما قبل 16 عاماً، وبالتحديد إلى عام 2003 عندما شارك مع المنتخب اليمني في بطولة كأس العالم للناشئين في فنلندا تحت 17 عاماً: 
- كانت أجمل وأفضل لحظات حياتنا.. يكفي أن الناس ما زالت تحكي حتى هذه اللحظة الأفراح التي كانت تعيشها اليمن بشكل عام من صغيرها إلى كبيرها، كانت أفضل أيام اليمن بشكل عام منذ بدء التصفيات في صنعاء وصولاً إلى المشاركة في النهائيات في فنلندا.

* بعدها تحدث عياش عن الكيفية التي تعرض بها للإصابة، والتي حرمته من المشاركة كأساسي مع المنتخب اليمني في ظهوره الأول في كأس أمم آسيا رغم تواجده ضمن التشكيلة المشاركة في البطولة:
- بعد أن لعبت مباريات المنتخب أمام كل من المنتخبين السعودي والإماراتي، حصلت على عقد احتراف مع نادي اربيل في العراق وسافرت مباشرة للحاق بالنادي، وقد شاركت مع النادي كأساسي منذ وصولي إليهم، وتمكنا من تحقيق نتائج إيجابية، وكان النادي متصدراً للدوري الكردستاني مع انتهاء مرحلة الذهاب بفارق أربع نقاط عن صاحب المركز الثاني.. ولكن في آخر أسبوعين، وبعدما طالبني المدرب في النادي تأدية تمارين إضافية، وكنا حراس المرمى في الفريق، وبعد انتهاء التمارين مع بقية المجموعة، نقوم بأداء تمارين إضافية في كيفية التعامل مع الكرات العرضية، وهذا ساهم في تحسن مستواي كثيراً..

وفي أحد الأيام وبينما كنت أتدرب بالحبل في غرفة الفندق تعرضت لضغط في الفقرات كان من شأنه إبعادي عن التمارين وانضممت للمنتخب على أمل أن يخف الضغط الذي تعرضت له مع ممارستي للتمارين حتى أتمكن من المشاركة في النهائيات الآسيوية.. ورغم صعوبة الإصابة التي تعرضت لها، كنت أتواجد على دكة البدلاء مع المنتخب في المباريات الثلاث التي لعبناها..

* واختتم حديثه مطمئناً الجماهير حول حالته الصحية بعد العملية الجراحية التي خضع لها قائلاً: 
في نهاية الأمر قرر طبيب المنتخب مصلح صالح، وجوب التدخل الجراحي، وبالفعل قمت بإجراء العملية، وبعد شهر من الآن سأبدأ بالعلاج الطبيعي من أجل العودة مرة أخرى إلى المستطيل الأخضر..