صرخة الفيد والتأميم

متفرقات - Monday 08 April 2019 الساعة 09:29 am
صنعاء، نيوزيمن، عمر القاضي:

عندما يدخل طقمان إلى مدرسة أهلية وسط طلاب صغار وعلى مرأى ومسمع الجميع.. يقوم أفراد من جماعة الحوثيين بالقبض على المدير وسحبه أمام الجميع إلى الطقم بطريقة مهينة.. ندرك هنا تماماً أن اليمن يحكمها أرذل مخلوقات الله وأكثرها فساداً.

محوا احترام وقداسة العلم والمعلم، ولم يضعوا قيمة لأي شيء.

يحدثني أحد الأصدقاء أن أخاه الأصغر لم يذهب إلى المدرسة منذ أيام، والسبب هو خوفه من المنظر الذي شاهده.. والكثير من الطلاب زملائه في الصف الابتدائي رفضوا الذهاب إلى المدرسة بعد أن رأوا مدير مدرستهم، الذي كانوا يحترمونه ويهابونه، يُجرجر بطريقة سيئة على يد عناصر حوثية بذريعة عدم دفعه لمرتب إحدى المدرسات هناك..

وبعد أن بحثنا اتضح لنا أن السبب هو رفضه فرض سياسة وثقافة الحوثيين في المدرسة كالمدرسة التي افتتحت بجانبه قريباً التي تمتلك منهجاً دراسياً بثقافة حوثية بحتة.. والتي تعتبر منافستها في ذات الحي ولا تبعد عنها إلا بضعة أمتار.

بعد أيام قليلة أفرجوا عن المدير، وتفاجأ أولياء الأمور أن سياسة المدرسة اختلفت، وأن الصرخة أصبحت تردد في طابور المدرسة كما لم يحدث ذلك من قبل، كما يحكي لهم أولادهم.

قال مدير المدرسة لأولياء الأمور، إن الحوثيين فرضوا عليهم العديد من الأشياء التي لابد أن تطبق في المدرسة لتلقيم الطلاب ثقافتهم التي يريدون تسريبها إلى كل العقول بأي وسيلة.

عندما تسمع عن هذا القصة تدرك أن التعليم يواجه أكبر كارثة في اليمن.. مدير المدرسة لا يريد أن يقطع مصدر رزقه، وعليه كذلك الإيفاء بكل التزامات المدرسة ناحية الطلاب، وأن يُستكمل عام دراسي على خير، وإن رفض تطبيق ما يريده الحوثيون سيقومون بإغلاق المدرسة وإدخاله في العديد من المشاكل القضائية.

هذه ليست إلا قصة واحدة من قصص العناء التي يواجهها الشعب اليمني والثقافة اليمنية والتعليم في اليمن.. أجبرت جميع المدارس على إدخال الثقافة الطائفية ومزجها في المنهج المدرسة، ووضع الطلاب وأولياء الأمور أمام أمر واقع وحيد وهو التعليم بطريقة ومنهج سلطة الأمر الواقع "الحوثيين"، ولا بديل عن ذلك إلا جلوس أبنائهم في البيوت!