الروايات والشهادات والمشاهَدات.. انفجار سعوان صنعاء: ما الذي حدث؟

متفرقات - Monday 08 April 2019 الساعة 06:19 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

كشفت المصادر والمعطيات تباعاً، خلال الساعات الماضية، تفاصيل كثيرة بشأن حقيقة وملابسات الانفجار الكبير في منطقة سعوان شرق العاصمة صنعاء، الأحد 7 أبريل 2019.

وحاولت المليشيات الحوثية الانقلابية، عبثاً، التستر على الحادثة المريبة والمفزعة وحقيقة الانفجار ومحتواه والملابسات التي تقف وراءه وفي الموقع المحدد.

مزاعم مرتبكة

ووزعت ماكنة المليشيات الحوثية (الذراع الإيرانية في اليمن) روايات قصيرة وموحدة بمزاعم ملتبسة ومرتبكة حول الحادثة تعرت سريعاً بمجرد نسبتها إلى قصف جوي ساعة خلو الأجواء من الطائرات.

ووقعت المليشيات ومطابخها في سوء التقدير واستغفال الجمهور من خلال مزاعم عممتها تقصر الانفجار على مسئوولية غارة جوية (..) وهو الأمر الذي قوبل باستهجان وسخرية الأوساط المحلية خصوصاً، والأهالي والسكان القريبين والذين وزعوا عشرات المقاطع المسجلة والمصورة بالواقعة من زوايا مختلفة تفند الرواية الحوثية.

وهز انفجار عنيف منطقة سعوان شرقي العاصمة صنعاء، يوم الأحد، وتصاعدت أعمدة الدخان من موقع الانفجار وشوهدت سحابة أدخنة سوداء في الأجواء من أماكن بعيدة في العاصمة.

وتطابقت روايات وشهادات عدة حول حدوث الانفجار -أكثر من انفجار في الحقيقة- في منطقة تجمع سكاني وقريباً من مدرسة حكومية ولأي موقع يحتوي معملاً ومحطة غاز وصهريج وقود. كما أفيد بمسئولية قنبلة كبيرة أو عبوة ناسفة كانت موضوعة في كيس بلاستيكي بالجوار عن واحدة من الانفجارات التي تتابعت عقب الانفجار الأول ووثقتها الفيديوهات المنشورة.

شهادات ومشاهدات

أوضحت الشهادات أن الانفجار وقع في هنجر بجولة الأربعين، واندلع حريق هائل.. مشيرين إلى أن الهنجر يضم معملاً لصناعة الكربون ويحتوي موادَ كيماوية وأسلحة، ما تسبب في اندلاع حريق هائل وانفجارات متتابعة. وحاولت مليشيات الحوثي إلصاق الجريمة بالتحالف، وروجت أن الطيران نفذ غارات على المنطقة، إلا أن التحالف العربي نفى نفياً قاطعاً تنفيذ أي عمليات جوية بالعاصمة صنعاء.

وقال متحدث التحالف العربي تركي المالكي، إن العمليات جارية في نهم البعيدة عن العاصمة، مؤكداً مسئولية المليشيات الحوثية الانقلابية عن القصف.

وتداولت شهادات محلية وروايات موثقة وصور وتسجيلات معلومات متطابقة حول تخزين الانقلابيين أسلحة وموادَ متفجرة في أوساط التجمعات السكانية والأحياء المزدحمة، مشيرة إلى انفجارات ناجمة عن اشتعال النيران في وقود وخازن سلاح ومواد سريعة الاشتعال.

وغطت سحابة أدخنة وأبخرة سوداء وبيضاء وبألوان داكنة كئيبة الأرجاء، بينما فاحت روائح مؤذية عن الغازات والانفجارات.

مزاعم وتزوير

وتحدثت معلومات وأخبار غير مؤكدة من مصادر محايدة عن عدد من الضحايا قتلى ومصابين. بينما فشلت المليشيات تماماً في إثبات صحة المزاعم حول المدرسة والطلاب الصغار الضحايا باستثناء استخدام صورة وحيدة عممتها بطفلين ممددين على سرير ولا يعرف أي شيء عن زمان ومكان الصورة، بينما المزاعم المرفقة تتحدث عن عشرات الطالبات الضحايا (!!)

صور استخدمت بكثرة في المواقع والشبكات على أنها من الحادثة أيضاً وتظهر أدخنة تتصاعد من خلف مبنى مدرسي من ثلاثة أدوار. الصور نفسها تعود للعام 2015 وإلى سبتمبر 2015 تحديداً، كما هو واضح وموثق في شبكة الانترنت وجوجل صور وجوجل أخبار.

كما أن المدرسة التي تظهر في الصور المذكورة (مرفقة) هي مدرسة عبدالرزاق الصنعاني، وهذه تقع في مكان بعيد جداً عن سعوان وموقع حادثة يوم الأحد.

مشاهد جديدة

وأظهر أحدث فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، طالبات المدرسة التي زعمت مليشيا الحوثي أن مقاتلات التحالف قصفتها، وهن يصرخن من شرفاتها أثناء مشاهدتهن ألسنة اللهب التي كانت تنبعث من الورشة التي تبعد مئات الأمتار عن المدرسة.

ويؤكد الفيديو الذي صورته إحدى طالبات المدرسة من باحتها، زيف الادعاءات الحوثية ومحاولتها إلصاق الانفجار الذي شهدته إحدى ورش التصنيع الحربي التابعة للمليشيا بالتحالف، الذي نفى بدوره مسؤوليته عن الحادثة.

ويرصد الفيديو جزع الطالبات، اللاتي تجمعن على شرفات المدرسة، قبل ان تنتقل الكاميرا إلى موقع الانفجار على بُعد مئات الأمتار، فيما تتصاعد ألسنة اللهب والدخان المخلوط بالغبار من الموقع.

تسجيلات وتأويلات

وظهرت تسجيلات مصورة من زوايا مختلفة للموقع والحادثة وفي توقيتات مختلفة أيضاً قبل وبعد وأثناء. ليس هناك أي قصف أو تحليق للطيران، وهناك أدخنة كثيفة سوداء تتصاعد من موقع صومعة ومحطة وقود (غاز) يعقبها انفجار أكبر في نفس الموقع ومكان التخزين إلى جوار مدرسة تأثرت بالانفجار.

وسوى هذه الصور هناك أخرى استخدمت أيضاً، وتعود إلى أماكن ومناسبات مختلفة وسابقة، حتى إن من بينها مدرسة فجرتها المليشيات نفسها وعادت للمتاجرة بالصور اليوم ضمن حملة دجل وتزييف وصرفاً للأنظار عن مشاكل وأزمات كثيرة وخطيرة تعصف بالمليشيات وتوترات مع القبائل وفشل كبير وفاضح في ملفات الصحة والخدمات العامة وحتى فضائح استزراع الأوبئة وري الخضروات ومزارع الخضروات بمياه المجاري.

في واحد من مقاطع الفيديو يظهر بوضوح مكان وكيفية حدوث الانفجار عقب تصاعد غيوم سوداء من موقع يحترق لتتوالى انفجارات متفاوتة عن مخزون وقود يشتعل بكثرة.

واشترك ناشطون ومدونون يمنيون في مواقع التواصل الاجتماعي في تعرية ومحاكمة وملاحقة المليشيات وتهالك رواياتها وتفسيراتها وإبطال المزاعم أولاً بأول.

وتصدى اليمنيون، بصورة متزايدة وواضحة الأثر، للأكاذيب والمتاجرة الرخيصة بالدماء واستخدام الأطفال لأغراض قذرة تنتهك الحقوق وبراءة الصغار، وتضلل العدالة، وتتخفى على جرائم وانتهاكات أسوأ وأكبر وأكثر تمارسها المليشيات الانقلابية التي دمرت الحياة برمتها، وأغرقت اليمن في المعاناة والفقر والأمراض، وعممت الموت والمقابر في كل حي وحارة.