البائعون الجائلون.. شباب يستلهمون تجارب آخرين كي يصبحوا أثرياء - فيديو

متفرقات - Monday 22 April 2019 الساعة 07:44 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

منذ الصباح وحتى المساء لا يتوقفون عن الحركة، إنهم مجموعة من الشبان الشغوفين في بيع الأواني المنزلية على ظهورهم، يستلهمون من قصص رجال أعمال كبار بدأوا حياتهم التجارية بنفس الطريقة، ويرون في ذلك وسيلة لنيل النجاح.

فللتجول متعته الخاصة عندما يكون له مردود مالي، والأحمال الثقيلة يخف وزنها لطالما كانت مصدراً للرزق، لذا يضعون الأدوات المنزلية داخل كيس ويحملونها على الظهر ثم يطوفون فرادى على المنازل ليبيعونها على مواطنين يحبون شراءها نظراً لسعرها المغري مقارنة بأسعار المحلات التجارية.

عندما بدأ عبد السلام أبكر (17 عاماً) عمله قبل عام لم يكن يملك الأموال الكافية التي تتيح له التوسع في ذلك، ومع مرور الوقت أصبح يملك من المال الذي يحفزه للاستمرار في عمله ويحقق حلمه.

يستلهم عبد السلام من قصة نجاح محمد منصور واللوزي ومحمد الشامي، وهم رجال أعمال كبار في مجال الأدوات المنزلية، بدأوا حياتهم ذات يوم مثل ما يعمل هؤلاء الشباب وبنفس الطريقة التي يمارسونها.

بالنسبة لمنصور أبكر فقد بدا وضعه مختلفاً، ففي طفولته عاش حياة اليتم، وما رافق ذلك من حرمان وقهر أجبره على مغادرة المدرسة مبكراً والتوجه للعمل في مزارع زبيد من خلال رص حبات الفل ووضعها في عقود تتوج رؤس العرسان قبل أن ينتقل للعمل في بيع الأدوات المنزلية.

لم تكن طريقه معبدة بالورود، وإنما طريقا شائكا ومعقدا رافقتها أمور كانت بالنسبة له صعبه للغاية، فكر خلالها مرات عدة بترك ذلك العمل قبل أن يتراجع ويستمر فيه.

وبعد تلك السنوات بات اليوم يحصد نتائج ذلك التعب ليعوضه في شكل أرباح جيدة تساعده على بناء حياته كشاب مقبل على الزواج.

خارطة توزيع

يتوزع الشباب السبعة على مناطق عدة، ويرسمون لأنفسهم خطة للبيع تشمل المرور أسبوعياً على مناطق بعينها، ويتنافسون في إرضاء الزبون ونيل ثقته.

وفي أيام كثيرة يتعاونون على استئجار باص متوسط لنقلهم إلى أرياف المديرية، وهناك ينتشرون بين القرى للفوز بحصة أكبر من البيع.

متعة الانتماء

يشعرون بالانتماء إلى مهنة قد تضع أقدامهم يوماً ما على سلم النجاح، ويعتزون في ذلك كون الكثيرين لا يتنبهون لممارستها، لذا كان عليهم التجلد وتحمل درجات الحرارة الشديدة في مدينة ترتفع فيها حرارة الجو إلى أرقام قياسية.

كل ذلك يحدث في وقت يحمل العامل على ظهره بضعة كيلوا من البضائع وفي كثير من الأحيان تناهز نصف وزن حاملها، ويستغرق المرور والطواف بها بين المنازل والأحياء من الصباح حتى الظهر ومن الرابعة عصراً إلى ما قبل المغيب.

فالقطع التي تحتاجها الأسرة كثيرة مما يجعل الشخص يحمل على ظهره كل ما يمكن طلبه، ولا يستطيع أن يقول للزبون ليس لديّ ما تطلبه، لأن ذلك سيكون قد أضاع فرصة للكسب وأضاع الزبون، كما يقول أحمد يوسف أحد العاملين في تلك المهنة.

وكلما كانت الأشياء التي تحتاجها الأسرة موجودة كان لدى الشباب زبائن أكثر، فعندما يسمعون صوته وهو ينادي فإنهم يتذكون الأشياء التي يجلبها، فيتقدمون لشرائها، إنهم يضعون ثقتهم فيه ويكون ذلك فرصة لتوسيع قاعدة زبائنه وتحقيق مزيد من البيع ومزيد من الربح.