آزال الصباري.. الشِّعر في مواجهة السرطان

متفرقات - Tuesday 08 October 2019 الساعة 09:01 am
القاهرة، نيوزيمن، خاص:

قبل أقل من شهرين وصلت آزال إلى العاصمة المصرية القاهرة للعلاج، وهي تتطلع في قرارة نفسها إلى أنها ستهزم مرض السرطان الذي كان كالكابوس حين اكتشفت أنه قد تمكن منها واستوطن جزءاً من جسدها، وليس أمامها إلا أن تكون قوية.

عرفت هذه المرأة من خلال كتاباتها الأدبية، شعراً وقصة، ونشاطها الفريد في نادي القصة "إلمقه"، وتواصلها المستمر بالوسط الأدبي، والمشاركة في الفعاليات والأمسيات، والتحركات المستمرة بين الناس لمواساتهم ومحاولة التغلب على مشاكلهم.

كما أن لآزال نشاطات إنسانية واسعة في المجتمع، فهي المرأة القوية المتعاونة التي كانت لا تتوقف عن المبادرة، ورعاية حالات إنسانية بحتة، والوقوف إلى جانب المحتاجين بمجهودات وإمكانات بسيطة، وكان جزء من نشاطها هذا يذهب للمرضى.

خبر إصابتها بطاعون العصر كان بمثابة الصاعقة التي نزلت على زملائها وزميلاتها ممن كانوا قريبين منها، ولم يكن أمامهم غير مؤازرتها وعمل حملة تضامنية تم فيها مبادلة الوفاء والدعوة إلى الوقوف معها بكل السبل المتاحة.

تم زيارتها بعد أول جرعة كيماوي فوجدناها أقوى من السرطان، يسكنها الشعر وحب الوطن، ويشغل بالها حال البلاد والناس، تتوق لوقف الحرب وعودة الحياة إلى مسارها المعقول.

أخبرتنا بأنها التقت حالات كثيرة هنا في القاهرة تعاني من نفس الحالة، وتشير التقارير في السنوات العشر الأخيرة، أن حالات الإصابة بهذا المرض الخبيث في تزايد أوساط اليمنيين من كل الفئات العمرية ومن الجنسين؛ يأتي هذا وسط مخاوف شديدة من تردي الأوضاع بسبب سوء إدارة المليشيا للوضع العام في البلاد.

ولأن آزال من مناطق التماس التي عبثت فيها المليشيا الحوثية، فإنها تؤكد بأنه لا يمكن لها نسيان مشاهد التسلط والقمع والحصار والتهجير ورائحة الموت التي تدب في المكان، مؤكدة على أن الجماعات الدينية هي من تقف خلف العديد من الصراعات التي أفضت إلى كل هذه الفوضى العارمة.

اليوم آزال الشاعرة والقاصة تقف بصلابة في مواجهة السرطان تحاول أن تهزمه من خلال الأمل والكتابة ومبادلة الآخرين مشاعر المحبة والاطمئنان كعادتها.