المخا.. خبرة قاسية من زواج تقليدي انتهى بها مطلقة في الـ19: "أعتذر أبي، لكن قلبي محطم"

المخا تهامة - Tuesday 29 October 2019 الساعة 08:14 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

لا تزال الأخطاء المصاحبة لعادات الزواج قائمة في كثير من المناطق، ومنها موافقة الأب على زواج ابنته دون أخذ رأيها، فلا تستطيع معارضة والدها لتتزوج شخصاً ذا طباع وأمزجة غريبة، مما يدخلهما في خلافات زوجية تنتهي بالطلاق.

بالنسبة إلى ندى، وهذا ليس اسمها الحقيقي، فإنها كانت تشعر بأن شيئاً غريباً يقف خلف الترتيب السريع لحفل الزواج بشاب تقدم لها دون أن تتمكن أسرتها من معرفة طباعه وخلفيته الأسرية.

كما أن تصرفات الشاب الغريبة كانت تقلق الفتاة البالغة من العمر 19 عاماً، لكنها لم تجرؤ على رفضه بعد أن وافق عليه والدها بشكل مسبق قبل أخذ رأيها.

تقول ندى لنيوزيمن، إن الخطوبة وترتيب الزواج مر سريعا، إذ لم يستغرق الترتيب له سوى أسبوع واحد من إتمام الخطوبة، حتى تم حفل الزفاف، وفي الواقع كان تدبيرا خبيثا من أهل العريس حتى لا ينكشف سوء أخلاقه.

في الليلة الأولى من الزواج، لاحظت ندى على زوجها تصرفات تجعله يبدو وكأنه مصاب بحالة نفسية، ثم بدأت مع الأيام تتكشف لها شخصية زوجها، بأنه رجل عصبي، سيء الطباع، متسلط لا يقدر الحياة الزوجية.

ومع اكتمال الشهر الأول للزواج، بدأت المشاكل الزوجية تتسع، وأظهرت أن الزوج لا يتسم بأخلاق جيدة، كما أنه شخص غير مبالٍ بمسؤوليات الحياة الزوجية، وأن اهتمامه ينصب فقط حول كيفية تدبير المال، لينفقه على ملذاته الخاصة في شراء القات.

بل إنه زاد من عدوانيته نحو زوجته، وبدأ في منعها من زيارة أهلها أو التواصل معهم، كما قام بإخفاء هاتفها حتى لا تتحدث إليهم عن واقعها البائس، ليحولها إلى سجينة داخل منزلها.

بعد مضي ثلاثة أشهر من الزواج تمكنت من الاتصال بوالدها، وقصت عليه كل ما يحدث معها من ظلم، فقدم إليها طالبا من زوجها تطليقها، بعدما اتضح أن الرجل لديه سجل أخلاقي سيء.

تم إعادة الفتاة إلى منزل والدها، مع إعادة كل مال دفعه طليقها وفقا لشروط الخلع، وكان ذلك أمرا جيدا لندى الذي اعتبرته خلاصا أبديا من تجربة زواج فاشلة.

لكن ما ليس جيدا لفتاة في مقتبل العمر هو تدمير حياتها بتلك الطريقة، كما أن نظرة المجتمع للمرأة المطلقة تظل نظرة دونية تحملها دوما عواقب فشل زواجها.

تقول ندى لنيوزيمن، إن المجتمع لا يأخذ أبعاد وأسباب مشكلة طلاق المرأة، ويظل دائما يحملها عواقب ما حدث لها، رغم أن المرأة المطلقة تتعرض لألم نفسي، لا أحد يدرك تأثيراته القاسية سواها.

تضيف، تظل المرأة حاملة لألم ذلك الجرح سنوات، دون أن تجد من يصغي لشكواها أو يتفهم وضعها الاجتماعي والنفسي، بعد أن باتت مطلقة، حتى أسرتها تعتبرها امرأة لا تجيد فن التعامل مع المشاكل الزوجية وكيفية حلها دون تتفاقم، ما تؤدي إلى الطلاق.

وتصف ما حدث معها بالمأساة التي حطمت حياتها، ولم تحصل سوى على اعتذار من والدها، اعترافا بالظلم لموافقته على زواج ابنته دون أخذ رأيها، لكن الاعتذار، كما تقول، لا يعيد للقلوب المحطمة اعتبارها، بعد أن خسرت حياتها.