أبناء أبين.. آمال ومخاوف من اتفاق الرياض على طاولة التحالف

السياسية - Monday 11 November 2019 الساعة 10:54 am
أبين، نيوزيمن، عبدالله البحري:

يتطلع أبناء محافظة أبين، جنوبي اليمن، بكل أطيافهم وانتماءاتهم المختلفة إلى تنفيذ اتفاق الرياض على أرض الواقع، وأن يضع الاتفاق، الذي وقع بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي في عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض، حلولاً لمعظم المشاكل التي تعاني منها المحافظات المحررة خاصة العاصمة عدن.

تحدث عدد من المواطنين والناشطين في حافظة أبين لنيوزيمن عن الاتفاق وما يحملة من آمال وتطلعات لهم.

تقول المواطنة سهى محمد، إن الاتفاق وضع الحلول لمعظم المشاكل للمحافظات التي تحت سيطرة الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي. وأضافت: نتطلع أن يغير الاتفاق نحو حياة أفضل للناس وأن تعود الحياة والاستقرار، وأن تنتعش الحركة التجارية والأسواق، وأن نحصل على لقمة عيش كريمة كمواطنين.

بدوره قال الناشط المدني أحمد صالح عبيد: نؤيد أي اتفاق يعمل على إحياء السلام وإنعاش الوضع الاقتصادي المتردي. نأمل أن تعمل كل الأطراف بجد من آجل إنجاح اتفاق الرياض، مع أنه قد يكون اتفاق الرياض هو تأجيل لصراع قادم قد يكون أشر من سابقه، لكن لا يوجد أمامنا حل إلا أن نأمل بأن يكون خيرا على المواطن الذي لم يعد يتحمل أوزار الحرب والفساد في البلاد.

وتقول ندى حسن الصلاحي، رئيسة مؤسسة إنسان التنموية والناشطة المجتمعية، إن توقيع اتفاقية ليس أفضل حل للطرفين، ولكنه المناسب حاليا بعد إنهاك دام قرابة خمسة أعوام بين الأطراف المتنازعة على القضايا السياسية.

وتضيف: أي اتفاق يقتضي دعوة تفاهم وسلام للأطراف رغم أني كمواطنة لن يفيدني الاتفاق إلا إذا ترجم على أرض الواقع من خلال تسيير عمل مؤسسات الدولة الخدمية ويعد الضمان في الاتفاق إعادة أمل، خصوصا أن المملكة العربية السعودية هي الضامنة لتنفيذ بنوده.

وتؤكد أن الأيام القادمة ستثبت ترجمة هذا الاتفاق والتزام الأطراف ومصداقيتهم في التوقيع أو العكس في حالة خرق بنوده من أي طرف موقع، ولكن مع كل الاحتمالات نستبشر خيرا في كل اتفاق، ونتطلع أن يصب في مصلحة حفظ الأمن والأمان للبلد والعباد.

أما نائف زين ناصر الناشط الإعلامي فيعتبر اتفاقية الرياض الموقعة بين الحكومة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي حلا مؤقتا ومهما جداً اقتضته الضرورة وعدة أسباب أبرزها تصحيح واقع ما بعد حرب 2015م وما أفرزه ذلك الواقع على مدى عدة سنوات من ضبابية سياسية وعسكرية وتصادم بين الطرفين، إضافة إلى الواقع المتردي الذي شهدته المحافظات والمناطق المحررة الاقتصادية والمعيشية والخدماتية لمواطني هذه المناطق رغم ما يقال عن دعم كبير قدمه ويقدمه التحالف للحكومة الشرعية.

ويقول ناصر إن السعودية بشكل خاص ومعها الحليف الرئيسي الإمارات أدركتا أن هذه الاتفاقية تمثل نصرا كبيرا حققته الجارة والشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية في ما يعرف بالمناطق المحررة على اعتبار أنه لا يمكن التخلي عن الحليفين، الشرعية والانتقالي، وهي اتفاقية تقض مضاجع إيران العدو اللدود للمملكة وللشرعية والمجلس الانتقالي، وتقض مضاجع حلفاء إيران الذين وبكل تأكيد كانوا سعداء للغاية ببقاء حالة التصادم بين شريكي المملكة.

ويعتقد ناصر أن السعودية ستسعى بعد الاتفاقية إلى بذل أقصى جهودها لتنفيذ بنودها التي رأيناها، ورغم صعوبة إنهاء حالة الاحتقان والتصادم والتداخل بين رؤى الشرعية والانتقالي وصعوبة تنفيذ بنود الاتفاقية التي حظيت بمباركة إقليمية ودولية على الرغم من صعوبة تطبيقها على أرض الواقع بحسب رأي البعض إلا أنه وفي يقيني، المملكة باتت ترى هذا الوفاق المؤقت والمهم شيئا مصيريا لها وستبذل الغالي والنفيس لأجل تنفيذه، وإن كان الطرفان قد قدما تنازلات فعلى المملكة بثقلها الكبير أن تفوت كل فرصة ستحاول إجهاضه باعتبار أن هذه المحافظات المحررة لا سيما الجنوبية هي السند والثقل الرئيسي في الحرب ضد الحوثيين.

وأكد ناصر على ضرورة أن تصحح المملكة هفوات ما حدث بعد حرب 2015م، وأن تقوم بتدخلات وتغييرات جوهرية وتصحيح مسار شامل في هذه المحافظات يلمسه المواطن، وإن أطل من يقول بأن هذا الطرف خسر وذاك كسب أو العكس من اتفاقية الرياض.. أعتقد أن الطرفين، شرعية وانتقالي، انتصرا. والرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وعيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي يدركان هذه الحقيقة ويجب عليهما توحيد صفوفهما ضد العدو الحوثي على اعتبار أن هناك حلا نهائيا لاحقاً بعد هذه الاتفاقية وبعد تطهير غالبية محافظات ومناطق الشمال من الحوثيين.