معركة "نهم".. لماذا انهارت جبهات الشرعية شرق صنعاء؟

تقارير - Friday 24 January 2020 الساعة 09:01 pm
عدن، نيوزيمن، محمود زبين:

اشتعلت جبهة نهم شرقي صنعاء، بمعارك عنيفة، مع حلول منتصف شهر يناير/ كانون الثاني 2020 عقب توقف شبه تام للمواجهات بين قوات الشرعية، من جهة وميليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية من جهة ثانية، استمر زهو عامين.

ويشارك في المواجهات الملتهبة في نهم -حسب مصادر عسكرية ميدانية- المئات من عناصر مليشيا الحوثي، حشدتهم من محافظات ذمار وعمران وحجة وصعدة ومن مديريات همدان وبني مطر وبني حشيش والحيمة بصنعاء وزجت بهم في معركة حصدت منهم المئات خلال أسبوع واحد فقط.

ووفق هذه العمليات الانتحارية التي تستند إلى العقيدة القتالية الإيرانية التي لا تهتم بالخسائر البشرية قدر اهتمامها بالهدف المراد تحقيقه، خاضت المليشيات الحوثية معركتها في نهم على شكل سلاسل/أمواج بشرية استنساخاً للتكتيك ذاته الذي استخدمه الإيرانيون في حربهم مع العراق أثناء ما عرف بـ"حرب الخليج الأولى" ثمانينيات القرن المنصرم.

وتكبدت مليشيات الحوثي، خلال الأسبوع الماضي، في جبهات نهم المئات من عناصرها وقياداتها الميدانية ومشرفيها حتى عجزت مستشفيات صنعاء وما جاورها عن استيعاب الجثث والمصابين فقامت بتوزيعهم على مستشفيات المحافظات الأخرى.

وتبعاً لسوء إدارة الجيش للمعركة والعمليات ذات الطابع الانتحاري من قبل الحوثيين الذين تمكنوا من تحييد قوات الجيش الجوف وصرواح والبيضاء عن المشاركة في إسناد المعركة الرئيسة في نهم -مؤقتاً- بهجمات ومناوشات، اختتمت مليشيا الحوثي هذه الجولة لصالحها بالسيطرة على معسكر اللواء (312) الاستراتيجي في الفرضة ومواقع عدة في السلاسل الجبلية المحيطة بالمعسكر في الفرضة ومواقع أخرى بسلاسل جبال يام.

وعن نتائج الأسبوع الأول من المعارك، يقول مصدر عسكري إن قوات الشرعية لا تزال تقاتل كما لو أنها (مقاومة شعبية) لا قوات ضمن جيش نظامي المفترض أن يدار من غرفة عمليات مشتركة، المعارك من البيضاء إلى الجوف جبهة واحدة.

ويضيف مستدركاً: لكن بالنظر إلى حجم خسائر المليشيا البشرية الهائلة مع عدم تمكنها حتى الآن من تأمين المناطق والمواقع المتباعدة نسبياً قد يستفيد الجيش من كل ذلك -لا سيما مع الإسناد منقطع النظير من قبائل محافظات مأرب والجوف والبيضاء ومديريتي نهم وصرواح- لتنفيذ عمليات التفاف ضمن عمليات عسكرية واسعة وجني مكاسب مهمة.

بالإضافة إلى ذلك، تصاعدت الغارات الجوية التي تنفذها مقاتلات التحالف العربي إسناداً للجيش الوطني والتي استهدفت تحصينات الحوثيين وآلياتهم العسكرية وكذا تعزيزات مسلحة قادمة من صنعاء ما يساهم بفاعلية في اكتساح وحدات الجيش المهاجمة للمواقع تباعاً.

ويقول مصدر ميداني لـ"نيوزيمن"، إن أسلوب إدارة المعركة من قبل الجيش -حتى الآن- لا يشير إلى أنها لتحرير صنعاء بقدر ما هي مركزة على هدف تأمين مدينة مأرب من الهجمات الصاروخية للحوثيين.

ويؤكد خبراء عسكريون تابعون للحكومة الشرعية في تصريحات نقلتها منظمة حماية للتوجه المدني H O C O "أن مدينة مأرب ما تزال في مرمى تلك الهجمات الصاروخية للحوثيين"، وذلك في تقرير أولي نشرته المنظمة عن حادثة استهداف المدينة بهجمة صاروخية مساء الأربعاء، مضيفاً إن ما هو معلوم حتى الآن أن المليشيات لن تستطيع إيصال صواريخ الكاتيوشا إلى قلب مدينة مأرب إلا من جبل هيلان ولو كان الغرض تأمين المدينة فقط لتركزت العمليات على صرواح بالدرجة الأولى.

واتسم الأسبوع الناري في نهم بخسائر بشرية مهولة في صفوف المليشيا يقابله التفاف شعبي وتوحد الصف الجمهوري خلف المقاتلين بزي الجيش في ميادين نهم، وإشارات لا تخطئها عين أن الأسبوع القادم سيشهد تقهقر الحوثيين، لكن الأهم في حال تمكن الجيش من استرداد ما خسره الأسبوع الماضي هل سيواصل تقدمه لقرع أبواب صنعاء؟!