الدولة الآسيوية التي تتعامل بالدولار.. كمبوديا حضرها العرب وغاب عنها اليمنيون!

متفرقات - Friday 31 January 2020 الساعة 08:56 am
بنوم بنه، نيوزيمن، فاروق ثابت:

بعد ساعات قليلة من السفر جوًا وصلت أخيراً إلى وجهتي في العاصمة الكمبودية..

فجأة الصراف يعطيني في المطار 200 ألف كمبودي مقابل 50 دولاراً أمريكيًا، وبعد الخروج أتفاجأ مرة أخرى أن العملة الكمبودية التعامل بها هنا ثانوي، فيما التعامل بالدولار الأمريكي رئيسي..


في "فنوم بنه".. لا تتفاجأ بأن يطلب منك سائق التاكسي أجرته بالدولار، فسائق الموتور أيضا وسائق التكتك وصاحب البقالة ومالك المطعم سيطلب منك مقابل خدمتك أو سلعة اشتريتها بالدولار دون العملة الكمبودية..


وكيف لهم أن يبيعوك شيئا بسيطا مقابل رزمة كبيرة من النقود الكمبودية، لذلك فهم يفضلون الدولار عن عملتهم المحلية.


هنا في العاصمة الكمبودية الشوارع لا تهدأ من المارة والسائقين والبائعين والسياح، وكيف لمثل هذه المدينة ان تهدأ وقد جمعت جمال آسيا وروحانية طقوس آلهة البوذا وأفضل وسائل التقرب الروحي للتعبد وهو العود الكمبودي.


لم أكن متفاجئاً بأن أجد مطاعم عربية هنا، لكنني كنت أكثر تفاجؤا لمعرفتي بوجود مجمع سوري للتسوق يدعى "سوريا مول".


بعد ساعات قليلة من وصولي إلى الفندق والخلود إلى نوم عميق سبقه سهر وسفر دون راحة.. صحوت قبل قليل واعملت تطبيق جي بي إس على "جوجل ماب" باحثا عن مطاعم عربية، فجأة يعطيني التطبيق إشارة بأن ثمة ثلاثة مطاعم على بعد مئات الأمتار مني، تتبعت الجهاز فقادني التطبيق إلى مطعم تركي كان على مقدمة احدى طاولاته الخارجية شيخ مسن لا يبدو آسيويا من خلال ملامحه.

تكلم معي بالانجليزية بطلاقة ثم عاد ليحدثني بالعربية بعد أن عرف أنني عربي ليخبرني أن مطعم "ميدل ايست" اعلى الشارع يساراً..


بمجرد وصولي المطعم العراقي أحضر لي الجرسون شاي عربي بالنعناع وسبق ذلك ضيافة المطعم لي بقنينة ماء صغيرة ثم اعطاني ايضا قائمة الطعام كلها مسعرة بالدولار..


على طول الشارع وعرضه تمتلئ المحال بالهدايا التذكارية والمنحوتات واللوحات التشكيلية والمجسمات الخشبية وهو الأمر الذي باعتقادي جعل كمبوديا وجهة لا يستهان بها للسياح الاجانب وخاصة الاوروبيين منهم..


التكاتك تكاد تطغي على كل وسائل المواصلات هنا بل وتكاد تكون الوسيلة الوحيدة للمواصلات بسبب كثرتها وانتشارها بصورة تفوق الوصف، وتشكل وسيلة جيدة لتواصل ذوي الدخل المحدود مثلما تشكل ايضا مصدر دخل جيد لشريحة كبيرة من المجتمع الكمبودي.


في هذه المدينة الصاخبة بالحياة والحركة لم أر تواجدا ليمنيين باستثنائي انا وعرب كثر.


اتفاءل لكمبوديا بمستقبل اقتصادي وتنموي جيد في ظل التطور والنمو الذي تشهده ليس على مستوى الفرد فحسب بل وعلى مستوى الدولة ايضا في ظل النظام المفروض وحركة المال والاعمال.


كل هذا يترافق مع مؤهلات سياحية جاذبة للبلد في ظل الموروثات الدينية الآثارية التي باتت مزارا عالميا، وكذا في ظل تميز البلد بانتاج وزراعة العودة الكمبودية التي لا يعرف كثير اسم كمبوديا الا من خلالها..



فضلا عن موقع كمبوديا الجغرافي المتميز وعاصمتها مدينة "بنوم بنه" الواقعة على ضفاف نهر "ميكونج"، وبحيرة "تونلي ساب" أو "تونل ساب" والتي تعتبر أكبر بحيرة للمياه العذبة في منطقة جنوب شرق آسيا، وينبع نهر ميكونج من الصين ماراً بكل من بورما، ولاوس، وتايلاند، وكمبوديا، وفيتنام، ويصب في بحر الصين الجنوبي، ويعد هذا النهر سابع أطول نهر في قارة آسيا، حيث يبلغ طوله 4350 كم تقريباً.