منظمة نرويجية: وضع اليمن بعد 5 سنوات حرب يعيق قدرته على مواجهة كورونا

متفرقات - Thursday 26 March 2020 الساعة 09:30 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

قال المجلس النرويجي للاجئين، إن الوضع الإنساني في اليمن بعد خمسة أعوام من الحرب يعيق قدرة البلد على الاستعداد لمواجهة أي تفش محتمل لفيروس كورونا، ما يجعل الملايين من اليمنيين عرضةً للإصابة في ظل نظام صحي متهالك.


جاء ذلك في بيان أصدره المجلس النرويجي، الثلاثاء، وتلقى (نيوزيمن) نسخة منه.


وأضاف "على الرغم من عدم وجود أي حالات مؤكدة لـفيروس كورونا في اليمن حتى الآن، إلا أن المجلس النرويجي للاجئين قلق للغاية من احتمالية تفشي الفيروس والذي يمكن أن يكون له عواقب كارثية على العائلات النازحة"، مذكرا بأن اليمن يعاني أساساً من انتشار لأمراض أخرى، منها الكوليرا التي يرجح أن يتجدد ارتفاع عدد حالات الإصابة بها مع بداية موسم الأمطار.


ويقول مدير مكتب المجلس النرويجي للاجئين باليمن محمد عبدي: "نحن قلقون للغاية من أي طارئ يضاف على ما هو موجود في اليمن، فإمكانية وصول فيروس كورونا ستكون له عواقب وخيمة على النظام الصحي المُجهد وعلى الفئات السكانية الأكثر ضعفاً".


وتابع: "لقد شلت خمس سنوات من الحرب قدرة اليمن على احتواء أي تفش للأمراض، وهي الآن في سباق مع الزمن للاستعداد لذلك".


ووفقا للبيان فإن تعليق الرحلات الجوية إلى البلاد وغير ذلك من التدابير الوقائية لمواجهة فيروس كورونا التي اتخذتها السلطات يؤثر على جهود الاستجابة الإنسانية. 


وأوضح المجلس النرويجي للاجئين في البيان، انه وبسبب هذه القيود اضطر المجلس والمنظمات الإنسانية الأخرى العاملة في اليمن إلى تقليص أنشطتهم، مع محاولة الحفاظ على استمرار تقديم الخدمات الإنسانية الأساسية مثل توزيع المواد الغذائية والمساعدات النقدية وزيادة الأنشطة الوقائية من المرض كتوفير المياه وخدمات الصرف الصحي والتوعية بالنظافة.


ونبه في ذات الوقت أن أي إغلاق طويل الأمد للمطارات والموانئ يمكن أن يكون له تأثير كبير على الوضع الإنساني في حالة تفشي المرض؛ وذلك لاعتماد اليمن بشكل كبير على المواد الغذائية والوقود والأدوية المستوردة.


وحذر البيان من تداعيات تصاعد عمليات العنف في أجزاء من المحافظات الشمالية ما يجعل المدنيين مجدداً تحت خط النار، ويهدد بانزلاق البلاد إلى صراع واسع النطاق. 


ولفت إلى أن قرابة 40 ألف شخص نزحوا في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام جراء تصاعد المواجهات في مأرب والجوف، مما أدى إلى إجبارهم على الاكتظاظ في أماكن محدودة، مبينا ان النازحين جراء تلك الاحداث يفتقرون الآن إلى المياه والصرف الصحي، والرعاية الصحية أو توفر أي ظروف تمكنهم من تطبيق "العزل الذاتي"، وكل ذلك يجعلهم أكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس كورونا.


وكشف المجلس النرويجي للاجئين، أنه في الفترة ما بين ديسمبر ونهاية فبراير قتل وجرح أكثر من 500 مدني، موضحا ان الشهرين الأولين من عام 2020 شهدا سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين في محافظة صنعاء والجوف ومأرب بما يقارب نفس عدد الضحايا الذين سقطوا خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2019.


 واعتبر ان هذه الأرقام تظهر الاتجاه الإيجابي الذي اتسم به النصف الثاني من عام 2019 حيث أدى وقف إطلاق النار - على المستوى المحلي– وخفض مستوى التصعيد إلى انخفاض عدد الضحايا المدنيين من 215 إلى 154 شهريًا، وانخفاض للضربات الجوية بنسبة 71٪ مقارنة بالعام السابق.


وتطرق البيان إلى الانعكاسات السلبية للحرب في اليمن على مدى خمسة أعوام. وقال "شهدت خمس سنوات من الحرب ارتفاعًا كبيرًا للاحتياجات الإنسانية في اليمن.. حيث ارتفع عدد اليمنيين الذي يحتاجون للمساعدات من 21 مليونا في عام 2015 إلى 24 مليونا هذا العام، وهو ما يشكل 80 في المائة من عدد السكان".


واردف قائلا "كما ارتفع عدد الأشخاص المهجرين من مليون شخص في عام 2015 إلى 3.6 مليون -بزيادة قدرها 365 في المائة"، مضيفا "وزاد عدد الأشخاص الذين هم بحاجة للغذاء من 12 مليونا في عام 2015 إلى 20 مليون شخص وذلك ما يجعل اليمن الآن تقف على حافة المجاعة".


واشار البيان إلى ان الحرب ادت إلى تضرر ودمار آلاف المستشفيات، وانهيار لشبكات المياه والصرف الصحي. 


وخلص مدير مكتب المجلس النرويجي للاجئين باليمن في ختام البيان إلى القول: "لقد حان الوقت لان تلقي أطراف الصراع أسلحتها وقنابلها وتتفق على وقف شامل لإطلاق النار ومن ثم يتم استئناف محادثات السلام على وجه السرعة لإنهاء هذه الحرب إلى الأبد".