الحديدة المنسيّة "بيعت نجازاً".. موقع الساحل والموانئ في خارطة غريفيث وإحاطته

المخا تهامة - Friday 15 May 2020 الساعة 03:45 am
المخا، نيوزيمن، أمين الوائلي:

كرّست الإحاطة الأخيرة، يوم الخميس، إلى مجلس الأمن النهج الذي اتبعه غريفيث حول الحديدة، حيث انزاحت فعلياً إلى موقع هامشي تماماً في آخر القائمة وتأتي بعد قضايا الناشطات والصحفيين ومأرب والبيضاء والضالع وغيرها من العناوين.

ويكتفي المبعوث بالتذكير بأن بعثة أونمها تواصل مساعي الحوار، لكن "عملها يتعرض لضغوط."

مذكرا بتوقف وتعطيل عمال وآلية إعادة الانتشار الأولى والأهم في اتفاق الحديدة. 

ولم يذكر غريفيث شيئاً حول موانئ الحديدة الرئيسية الثلاثة. في الواقع لم يعد أحد يذكرها أو يتحدث عنها وإعادة الانتشار والانسحاب.

ويؤكد غريفيث استمرار انتهاكات وقف إطلاق النار والقصف على المناطق السكنية في مدينة الحديدة والمقاطعات (المديريات) الجنوبية، لكنه لا يسمي، كما هي عادته، الطرف الفاعل دائماً بالقصف اليومي على حيس والتحيتا والجبلية والفازة والدريهمي والجاح.

وإجمالاً "بيعت الحديدة، نجازاً، ويفضّل الجميع الآن تجاهل ذلك وتناسي الذكرى، للأسف الشديد" بحسب معلق سياسي يمني أعاد التذكير بما أسماها "ذكرى منسية".

الحكومة - الحوثي

قال المبعوث الأممي إنه وضع أمام الأطراف اليمنية "خارطة طريق قابلة للتنفيذ" والأمر متروك لمن يمتلكون السلاح والقوة وإمكانية اتخاذ القرارات لتحقيق ذلك.

أشار غريفيث في بداية إحاطته إلى التقدم "الكبير" الذي رآه في المفاوضات مع الحكومة اليمنية والحوثيين وخاصة في مجال وقف إطلاق النار: "منذ ذلك الوقت، انخرطتُ في مفاوضات مكثفة مع الأطراف، وتم تحديد نقاط التقارب والبناء عليها واقترحتُ نصوصا توافقية حيث توجد خلافات، ومثلتْ آخر النصوص التي شاركتُ بها الأطراف حزمة متوازنة وواقعية".

بحسب مارتن غريفيث تبقت بعض الخلافات على بعض الإجراءات الإنسانية والاقتصادية، ويجب على الأطراف أن تتفق على المضي قُدماً لتنفيذها بسرعة. وتتضمن هذه الإجراءات تشكيل خلية عمليات مشتركة بين الأطراف للتصدي لمرض كوفيد-19، وألمح إلى وجود مؤشرات إيجابية تفيد بانخراط الجانبين "بشكل بنّاء جدا".

قتال وقضايا عالقة

في إحاطته الافتراضية، يوم الخميس، أشار المبعوث الأممي إلى "استمرار الأعمال العدائية في مأرب وفي محافظتي البيضاء والضالع." 

وأكد مارتن غريفيث أن الإجراءات تتضمن إعادة تأكيد الأطراف على التزاماتها السابقة بشأن إطلاق سراح السجناء الموقوفين في سياق الصراع، ودعا إلى إطلاق سراح صحفيين معتقلين في السجون.

معرباً عن قلق بالغ إزاء الحكم بالإعدام على عشرة صحفيين صدر في محكمة في صنعاء الشهر الماضي، محمّلاً جميع الأطراف مسؤولية حمايتهم.

وتطرق المبعوث الأممي إلى حقوق النساء الناشطات والعواقب الوخيمة لهذا الصراع على النساء والفتيات، مجدداً دعوته جميع الأطراف إلى ضرورة أن يتم شمل النساء في وفود المفاوضات وصنع القرار بما يتماشى مع مخرجات الحوار الوطني.

الجنوب – "اتفاق الرياض"

دعا المبعوث الأممي إلى ممارسة ضبط النفس، بالإشارة إلى التوترات العسكرية في سقطرى وأبين، وإلى تكثيف الحكومة والانتقالي الجنوبي جهود تنفيذ اتفاق الرياض.

وقال: ومما يفاقم الأوضاع سوءاً هو تصاعد التوترات العسكرية في الجنوب وخاصة في أبين وسقطرى، داعياً إلى ممارسة ضبط النفس فوراً وضرورة أن تكثف الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي من جهودهما لتنفيذ اتفاق الرياض بشكل عاجل.

الحديدة- ذكرى منسية!

أوضح مارتن غريفيث أنه في الحُديدة تتواصل انتهاكات وقف إطلاق النار. وقال: "يساورني قلق على وجه الخصوص من القصف المتواصل على المناطق السكنية في المدينة والمقاطعات الجنوبية."

وقال غريفيث: "رغم أن بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) تواصل مساعي الحوار بين الطرفين، لكن عملها يتعرّض لضغوط". 

معرباً عن أمله في أن تجد الأطراف طريقة للتغلب على انعدام الثقة وإعادة تنشيط لجنة تنسيق إعادة الانتشار والآليات المشتركة لتنفيذ اتفاق الحديدة.

لا أحد -إذاً- يعرف كيف سيتمكن الطرفان من فعل ذلك، ولا المبعوث الأممي معني بالأمر، هو فقط يأمل هذا كواحد منا.

للتذكير، فقط، فإن هذا لا يختلف عن محتوى الإحاطة السابقة: "وبينما نجاهد جميعًا في المحافظة على الاستقرار في الحديدة وإنجاز وقف لإطلاق النَّار في عموم اليمن كتعزيز بالتوازي، وهو الإنجاز الذي يلوح في الأفق الآن، من المهم، بل هو جوهري، أن يستأنف الطرفان عمل لجنة تنسيق إعادة الانتشار والآليات المشتركة التي تدعمها. وأعلم أن زميلي الجنرال غوها، رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، ما زال مستمرًا في جهوده للعمل مع الطرفين للحيلولة دون تدهور الوضع أو التأثر بتبعات التصعيد في مناطق أخرى."