مصر تنتخب رئيساً...

مصر تنتخب رئيساً...

السياسية - Monday 26 May 2014 الساعة 01:35 pm

المصدر: الفرنسية فتحت صباح اليوم مكاتب الاقتراع في الانتخابات الرئاسية المصرية التي تجري على يومين ويعتبر فوز القائد العام السابق للجيش عبد الفتاح السيسي فيها شبه محسوم. ويواجه السيسي، الذي اطاح الرئيس الاسلامي محمد مرسي قبل 11 شهرا وشن حملة قمع واسعة ضد جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مكتسبا بذلك شعبية كبيرة، منافسا وحيدا هو القيادي اليساري حمدين صباحي الذي حل في المركز الثالث في الجولة الاولى للانتخابات الرئاسية عام 2012 التي فاز بها مرسي. وتشكلت طوابير طويلة من الرجال والنساء منذ الصباح الباكر امام العديد من مكاتب الاقتراع في القاهرة، بحسب صحافيين من فرانس برس. ووصل السيسي، بعيد فتح مكاتب الاقتراع بدقائق، الى مركز في منطقة مصر الجديدةآ  للادلاء بصوته، وفق المصدر نفسه. واتخذت اجراءات امنية مشددة حول مركز الاقتراع الذي يدلي فيه السيسي بصوته اذ اغلقت الطرق المؤدية اليه بالاسلاك الشائكة وكان هناك كلاب بوليسية تطوف حوله كما حلقت مروحية فوق المدرسة التي اقيم بها مركز الاقتراع. وتغطي صور السيسي جدران العاصمة منذ اشهرعدّة وهو يعد بالنسبة لغالبية من المصريين الرجل القوي القادر على اعادة الامن والاستقرار للبلاد بعد ثلاث سنوات من الفوضى والاضطرابات ادت الى تدهور الاوضاع الاقتصادية وغلاء الاسعار وارتفاع نسبة البطالة. لكن خصومه يقولون ان مع انتخابه المتوقع فان الجيش سيكرس سيطرته على السلطة التي استعادها مع اطاحة مرسي بعد عام امضاه في السلطة وارتكبت خلاله جماعة الاخوان اخطاء عدة اثارت غضب المصريين ضده. وتعد نسبة المشاركة الرهان الرئيسي في هذه الانتخابات التي يريد السيسي ان يجعل منها دليل على شعبته الكبيرة وعلى شرعيته التي تشكك فيها جماعة الاخوان المسلمين. ودعا الاخوان الى مقاطعة الانتخابات التي يعتبرونها باطلة لانها جاءت نتيجة "انقلاب" السيسي على مرسي المنتخب ديموقراطيا. وقال السيسي في مقابلة تلفزيونية "عليكم النزول الان اكثر من اي وقت مضى في تاريخ البلاد. انزلوا واظهروا للعالم كله انكم 40 او 45 (مليونا) وحتى اكثر". ويبلغ عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية في مصر 53 مليونا من اجمالي عدد السكان البالغ 86 مليونا. وتشهد البلاد حملة تعبئة واسعة من اجل تحفيز الناخبين على المشاركة. وتذيع التلفزيونات الخاصة والعامة منذ عدة ايام اغان وكليبات قصيرة تدعو المصريين الى "النزول" يومي الانتخابات. وفي كلمة متلفزة، دعا كذلك الرئيس المؤقت عدلي منصور المصريين للادلاء باصواتهم، مؤكدا حياد الدولة في الانتخابات. وقال منصور "لننزل جميعا غدا وبعد غد لنعبر عن خيارنا الحر. لنختر دون توجيه أو إملاء من نثق ونقتنع بقدرته على بناء وإدارة الدولة". كما انضمت مؤسسة الازهر الى هذه الدعوة. وقال الامام الاكبر شيخ الازهر احمد الطيب في بيان ان "التقاعس عن المشاركة في التصويت عقوق للوطن". واضاف في ما اسماه "نداء الازهر الشريف الى الشعب المصري" انه يدعو "كل مصري ومصرية الى تلبية نداء الوطن بالمشاركة والنزول للادلاء باصواتهم في الانتخابات". وفي اشارة الى دعوات لمقاطعة الانتخابات صدرت عن شيوخ مقربين من الاخوان المسلمين، ومن بينهم الشيخ يوسف القرضاوي، قال بيان الازهر ان " ما يصدر عن بعض المغرضين بالداخل والخارج من آراء مضللة واستدلال خاطئ بنصوص القرآن والسنة لتحريم المشاركة في الانتخابات الرئاسية انما هي آراء شاذة ومضلة". وناشد القرضاوي الاحد الناخبين المصريين الاحد عدم انتخاب "رجل يفرح بمجيئه الصهاينة" في ما اعتبره مراقبون اشارة الى السيسي. واضاف القرضاوي مخاطبا الناخبين المصريين "لا يجوز لكم أن تنتخبوا من عصى الله، وخان الامانة (...) واجبكم أن تقولوا له لا. وأن ترفضوا انتخابه". وكان القرضاوي دعا في 11 أيار الحالي الى مقاطعة الانتخابات. ومنذ عزل مرسي، شنت السلطات حملة قمع ضد جماعة الاخوان اوقعت 1400 قتيل على الاقل بحسب منظمة العفو الدولية، كما تم توقيف 15 الفا آخرين. في المقابل قتل قرابة 500 من افراد الجيش والشرطة في اعتداءات مسلحة ضد قوات الامن عبر البلاد، بحسب الحكومة. ومع استمرار تلك الهجمات بات غالبية المصريين يعولون على السيسي لاعادة الامن والاستقرار الى البلاد التي تعاني من تراجع للسياحة ومن نقص في النقد الاجنبي وارتفاع في معدلات البطالة والتضخم وانحسار للاستثمارات الاجنبية. بالمقابل، يقدم القيادي اليساري حمدين صباحي نفسه باعتباره المرشح المعبر عن مبادئ واهداف ثورة 25 يناير التي عكسها شعارها الرئيسي "عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة انسانية". وصباحي، الذي اكد انه قرر الترشح بناء على إلحاح الشباب الذين يخشون عودة نظام مبارك الاستبدادي، لعب دورا مركزيا في جبهة الانقاذ الوطني التي تشكلت في تشرين الثاني 2012 لمعارضة مرسي ونظمت تظاهرات واحتجاجات عديدة ضده مهدت لخروج الملايين في 30 حزيران الماضي للمطالبة برحيله. واعلن العديد من النشطاء السياسيين البارزين من بينهم علاء عبد الفتاح انهم سيصوتون لصالح صباحي لانهم يعتقدون ان حكم السيسي سيكون عودة الى عهد مبارك. وفي لقاء مع رؤساء تحرير الصحف المصرية اخيرا، قال السيسي "انتم تكتبون في الصحف ان لا صوت يعلو فوق صوت حرية التعبير. ما هذا؟". واضاف مستنكرا "من السائح الذي سيأتي لنا ونحن نتظاهر كل يوم بهذا الشكل. هل تنسون ان هناك ملايين من البشر والاسر غير قادرة على كسب قوت يومها بسبب توقف السياحة؟". وفي اللقاء نفسه، قال السيسي ان مصر بحاجة الى اكثر من عشرين عاما لتصبح ديموقراطية حقيقية. في المقابل تعهد صباحي في مؤتمر جماهيري عقده الجمعة على مقربة من ميدان التحرير، بؤرة الثورة التي اطاحت مبارك، "ألا تعود رموز الفساد والاستبداد مرة أخرى"، في اشارة الى نظام مبارك. غير ان المرشح اليساري، الذي عارض نظامي انور السادات وحسني مبارك واعتقل مرات عديدة، يدرك ان فرصته في الفوز شبه معدومة. وقال في مقابلة تلفزيونية مساء الجمعة "اردت ان اعطي المصريين حق الاختيار" حتى لا تعود مصر الى زمن الاستفتاءات في اشارة الى ان اختيار الرئيس في مصر ظل يتم باستفتاء خلال السنوات العشرين الاولى من عهد مبارك قبل ان يتم تعديل الدستور لاجراء انتخابات رئاسية شكلية.