صحيفة أمريكية: أيديولوجية الاستعلاء الحوثية أكبر تحدٍ للسلام في اليمن

السياسية - Saturday 22 May 2021 الساعة 10:11 pm
نيوزيمن، ترجمة خاصة:

رأت صحيفة "اينسايد ارابيا" الأمريكية، أن المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ، قد لا يحقق أكثر بكثير مما حققه المبعوثون الثلاثة السابقون للأمم المتحدة، حيث سعى كل منهم لإيجاد حل سلمي في اليمن دون جدوى.

وأرجعت الصحيفة ذلك، إلى ثلاثة تحديات كبيرة، بما في ذلك أيديولوجية الاستعلاء الحوثية وإمدادات المليشيا الواسعة من الأسلحة.

وقالت إن "الحوثيين يعتقدون أنهم ينحدرون من آل بيت النبي محمد، وبالتالي ففي اعتقادهم أن لديهم التفويض الإلهي لحكم الشعب اليمني. لقد اعتنقوا هذه العقيدة منذ فترة طويلة ولن يبتعدوا عنها".

وأردفت: "ومثلما سيكون من الصعب إقناع مسلم ملتزم باعتناق أي دين آخر، سيكون من الصعب أيضا ثني الحوثيين عن شعورهم بالتفوق والحكم المقدر لهم".

وذكرت أن التحدي الآخر، هو "التنافس المستمر بين الأطراف المناهضة للحوثيين في اليمن. ففي الوقت الحالي، يوجد في اليمن أربعة لاعبين سياسيين وعسكريين بارزين: الحوثيون، والحكومة اليمنية بقواتها العسكرية، والقوات الجنوبية ممثلة بالمجلس الانتقالي، وقوات العميد طارق صالح، ابن شقيق الرئيس السابق علي عبد الله صالح". 

وشددت على ضرورة أن يأخذ "ليندركينغ" في الاعتبار ضرورة إشراك الأطراف المناهضة للحوثيين -الحكومة اليمنية، والقوات الجنوبية، وقوات العميد طارق صالح- في أي عمليات سلام ومنع أي توترات واشتباكات بين هذه الأطراف المناهضة للحوثيين، معتبرة أن "احتواء أي توتر بينها سيكون أمرا حاسما لإيجاد حل سلمي دائم".

أما التحدي الثالث –تقول الصحيفة الأمريكية- فيتمثل في ترسانة الحوثيين التي لا تزال غنية بالأسلحة، حيث يواصلون تسليح آلاف المقاتلين ونشرهم في الجبهات، وفرة السلاح عامل مهم وراء تفضيل الحوثيين للحل العسكري، تضاعفت طائرات الحوثي المسيرة والصواريخ التي تضرب السعودية منذ بداية العام الجاري، وازدادت العمليات العسكرية للحوثيين في ساحة المعركة في اليمن، لا سيما في مأرب. يعكس هذا الواقع القدرات العسكرية التي لا هوادة فيها للجماعة.

وأضافت إن التهريب المستمر للأسلحة من إيران ساهم في تعزيز قوة الحوثيين العسكرية.

وقالت: "رغم أن الإدارة الأمريكية الجديدة انتقدت بصراحة جماعة الحوثي بسبب التصعيد الأخير في محافظة مأرب، لكن هذا الانتقاد لم يغير الديناميكيات على الأرض، حيث لا يمكن للخطاب الأمريكي الصارم أن يوقف عمليات الحوثيين الهجومية، ولن يكون كافياً لتمهيد الطريق للسلام في البلاد".

وأشارت إلى أن الحوثيين لم يستجيبوا لأي دعوات لوقف التصعيد، ويراهنون على قوة أسلحتهم لتأمين هدفهم في حكم اليمن.

وخلصت الصحيفة إلى القول: "سيكون تحديا هائلا لمبعوث الأمم المتحدة أو مبعوث الولايات المتحدة لإقناع الحوثيين بالتفاوض بجدية ووقف الحرب والموافقة على الانتخابات حتى يتمكن الشعب اليمني من اختيار حكامه بحرية، ومن دون التطرق إلى المفاهيم الأيديولوجية التي يتبناها الحوثيون، من الصعب توقع نهاية الفوضى في اليمن".