تغيير ديمغرافي لخدمة الفساد.. الحوثي ينهب قاع القيضي جنوب صنعاء ويمنع التصوير

السياسية - Saturday 03 July 2021 الساعة 07:47 am
صنعاء، نيوزيمن، جلال محمد:

تمضي جماعة الحوثي، ذراع إيران في اليمن، بوتيرة عالية وخطوات ممنهجة لتجريد اليمنيين من كل ممتلكاتهم. 

فكما نهبت مؤسسات الدولة وأفرغت الخزينة لمصلحتها وتمويل حربها العبثية التي تشنها منذ نحو سبعة أعوام، وبعد أن حرمت موظفي الدولة في المناطق الواقعة تحت سيطرتها من رواتبهم، وصولاً لفرضها انفصالاً غير معلن وتقسيم اليمن وحظرها التعامل بالعملة الوطنية بطبعتها الجديدة وما نتج عن ذلك من ارتفاع في أسعار السلع وتضاعف عمولة الحوالات بين المحافظات لتصبح أكثر من 55% من قيمة المبلغ المحول، وغيرها من الأساليب التي دفعت باليمنيين إلى مستويات غير مسبوقة من الفقر والجوع، لتنعم هذه الجماعة ومشرفوها بالمال والثروة.

ومن بين أبرز ما تسيطر عليه الجماعة وتتحكم به هو سوق العقارات، الذي حوله الحوثيون لقطاع خاص بهم في ظل عدم قدرة اليمنيين على توفير لقمة العيش، ورغم هذا الاستحواذ الممنهج الذي يشبه لحد كبير تغييرا ديموغرافيا في مختلف المناطق، مسخرين الدولة (الصورية) للسيطرة على أي أراض يريدها مشرف من مشرفيهم.

ومنذ ما يقارب 20 يوما قامت مليشيا الحوثي بمصادرة أراضي مئات المواطنين وهدمت عددا من البيوت في منطقة قاع القيضي "جنوب العاصمة صنعاء"، بحجة توسيع أحد الشوارع الفرعية، مستعينة بقوة عسكرية مدججة بمختلف أنواع الأسلحة، مانعة أي تصوير في تلك المواقع، حتى لا تتحول القضية لقضية رأي عام، مهددة باعتقال من يتحدث أو يتظاهر من الأهالي.

إنذار 

وأفاد علي عبدالملك، أنه وعشرات المواطنين تفاجأوا بتسليم الحوثيين ايصالات إنذار بوجود مخطط جديد سيتم تطبيقه. وقال "اشترينا الأراضي قبل 7 سنوات وبعضنا قبل 10 مخططة من قبل الأشغال، على شوارع رسمية ما بين 8 و10 و12 مترا، وقمنا بالبناء والسكن، والآن جاءوا خربوا البيوت وأخذوا أراضي الناس بحجة التوسعة".

وأضاف "ما قد شفنا أن الشارع الفرعي أكبر من الرئيسي. تخيل، وسعوا الشوارع الفرعية من 14-20 مترا، والرئيسي 12، وثانيا كيف ينزلوا مخططا لأراض مخططة من زمان".

من جانبه يقول هاشم إبراهيم: "اشتريت قبل 3 سنوات قطعة أرض بمساحة خمس لبن، كلفتني 13 مليونا، والآن ضاعت كلها ولم يبق لي سوى متر واحد بطول الأرضية 17 مترا".

وأضاف، "بقوة السلاح اخذوها، وبحجة تخطيط المخطط نهبوا أراضينا، ولو اعترضت وصيحت على حقك، يأخذوك السجن، ويا ويلك لو قمت تصور بجوالك عمليات الهدم والتجريف التي تشابه أعمال الصهاينة في فلسطين، الخوف من التصوير ملفت للنظر كل شوية يجي عسكري يطردك ويحذرك من التصوير". 

الأستاذة أشواق محمد، أفادت نيوزيمن بأنها اشترت أربع لبن في 2011، وبنت فيها شقة صغيرة تأويها وأولادها الأيتام، وتركت بقية الأرض للمستقبل عندما يكبر أبناؤها ويقومون ببنائنا، وقالت: "بكل عنجهية أخذوا ما يقارب لبنتين ونصف من بينها الأرض التي بنيت شقتي فيها، وجاءوا انذرونا، اعتقدنا أن الأمر مزحة، لأنه ما في تخطيط لمخطط، ولكنهم فعلا نفذوا انذارهم، وبعد وساطات منحوني فرصة يوم لنقل اثاثي".

وأضافت، "كم هو مؤلم أن يتم هدم بيتك وأخذ أرضك أمام عينك، ولا تستطيع مقاومة الجنود الملثمين الذين يحرسون المنطقة ليل نهار، أصبحنا نشعر بالقهر والالم الذي يتجرعه الفلسطينيون، فنحن وهم واقعون تحت صهاينة، وان اختلفت الاديان".

وتؤكد شهادات الاهالي أن الحوثيين وباموال المنظمات الدولية قاموا بانزال هذا المخطط لنهب أراضي الناس في قاع القيضي، خدمة لأحد كبار الجماعة الذي اشترى مساحة أرض كبيرة جدا هناك ويريد تخطيطا مختلفا، وهو ما تم فعلاً، باسم الدولة وبحماية عشرات الأطقم والمدرعات ومئات الجنود الملثمين.