العمالقة تخنق الحوثي في مأرب

السياسية - Sunday 09 January 2022 الساعة 02:48 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

ضيقت ألوية العمالقة الخناق بشكل كبير، على خطوط إمداد مليشيا الحوثي، إلى محافظة مأرب، بعد المكاسب الميدانية الكبيرة التي أحرزتها القوات الجنوبية في بيحان بمحافظة شبوة، جنوبي اليمن.

ويوم الجمعة، أعلنت العمالقة نجاح المرحلة الثانية من العملية العسكرية "إعصار الجنوب" في شبوة، بتحرير مديرية بيحان، من قبضة الحوثيين، كما منحتهم مهلة للانسحاب من مديرية "عين" آخر معاقلهم في المحافظة الواقعة على بحر العرب.

وتكتسب بلدة بيحان أهمية عسكرية كونها تحاذي مديريات جنوب محافظتي مأرب والبيضاء الخاضعة لمليشيات الحوثي، مما يسهل عملية فتح جبهات جديدة ضد الحوثيين في عمق سيطرتهم.

وكانت بيحان إحدى مديريات شبوة الـ3 بجانب عسيلان وعين، التي سيطرت عليها مليشيات الحوثي في سبتمبر/أيلول الماضي بتواطؤ فاضح من قيادات تنظيم الإخوان، التي كانت تدير المحافظة حينها.

وقد شكل استيلاء مليشيا الحوثي، على المنطقة، دون قتال حقيقي، بداية تحول جذري، في مسار حملتها العسكرية للسيطرة على محافظة مأرب المحاذية.

فقبل سقوط بيحان، في أيديهم، بتسهيلات من قوات تنتسب إلى الحكومة الشرعية وتتبع حزب الإصلاح، الفرع المحلي لتنظيم الإخوان، عجز الحوثيون، في إحداث أي اختراق مهم، لدفاعات رجال القبائل المحلية في مديريات جنوبي مأرب، رغم الموجات البشرية والمعدات الحربية الضخمة، التي دفعوا بها لمهاجمة تلك المناطق.

بيد أن المعادلة تغيرت، في غضون سيطرة المليشيات المدعومة من إيران، على مديريات عين وبيحان وعسيلان، إذ نجحت في خنق مأرب، من جهاتها الشرقية والجنوبية وإسقاط 5 مديريات في غضون شهر واحد.

وفي 1 يناير/كانون الثاني الجاري، أطلقت ألوية العمالقة الجنوبية عملية "إعصار الجنوب" لطرد مليشيات الحوثي من مديريات شبوة الغربية، حيث حررت مديريتي عسيلان وبيحان بالكامل، وتتجه لتحرير "عين" على الحدود من محافظتي البيضاء ومأرب.

وتلقت مليشيات الحوثي هزيمة ثقيلة، لم تكن تتوقعها رغم أنها دفعت بأعداد كبيرة من الأفراد والآليات القتالية الثقيلة إلى بيحان، كما أنها استخدمت حقول الألغام الأرضية بكثافة في مسعى لإعاقة تقدم العمالقة.

لكن خطط الحوثيين انتهت، مع اعتماد قوات العمالقة تكتيكا قتاليا احترافيا متقدما، إذ وزعت قواتها على محاور هجومية عدة، وركزت على تقطيع أوصال المليشيا وعزل قواتها عن بعضها، وقطع خطوط إمداداتها بين شبوة ومأرب والبيضاء، ومهاجمة المواقع الحاكمة.

ومن شأن تحرير بيحان أن يسهم بشكل مباشر في إضعاف قوة الحوثيين المتمركزة جنوبي مأرب، نظرا للأهمية العسكرية التي تمثلها (العلياء)، حيث سيكون تحرير مديرية حريب تحصيل حاصل باعتبارها على الحدود الشمالية لبيحان. 

وأصبح ظهر مليشيات الحوثي في جبهات مأرب الجنوبية عقب تحرير بيحان مكشوفاً ومهدداً بعد التقدم الاستراتيجي لقوات العمالقة في هذه المديرية، والسيطرة على مفترق طرق مهم يربط شبوة بمديريات جنوبي مأرب.

كما يتيح تحرير بيحان فتح الباب أمام أي تحركات قادمة لتحرير البيضاء إلى جانب ما تمثله بيحان من عمق تاريخي لشبوة واليمن ككل، تمثل كذلك امتدادا قبليا واجتماعيا وجغرافيا لمحافظتي شبوة ومأرب وقبائلهما.