إب.. أستاذ جامعي: الحوثيون حولوا المُدرِّس إلى متسول بنظام الساعات

الحوثي تحت المجهر - Sunday 30 January 2022 الساعة 10:02 am
إب، نيوزيمن خاص:

تخوض العملية التعليمية برمتها شمال الوطن، مرحلة صعبة على كافة المستويات، حيث شكل انقطاع رواتب الموظفين في هذا القطاع جريمة بكل المقاييس لا يجب السكوت عليها.

محافظة إب وجامعتها واحدة ممن لحقت بها وبمعلميها أضرار بالغة وبشكل كلي خلال الخمس سنوات الماضية، نتيجة إيقاف رواتب هيئة التدريس وكثير من النفقات التشغيلية التي أدت إلى شلل داخل الكليات وإدارتها والمكتبة العامة.

أكاديمي وفي تصريح ل"نيوزيمن"، فضل عدم ذكر اسمه حتى لا يتعرض للمساءلة والحرج، أفاد أن ذراع إيران حولت المعلم العام والجامعي على وجه الخصوص ل"متسول بنظام الساعات".

وقال، لقد استدعت الحاجة أن ينزل الأستاذ عند رغبة الحياة اليومية والمعيشة التي تدفعه الاستجابة للقيام بأمور عديدة تفقدك قيمتك ومكانتك العلمية والعملية.

مشيراً ما الذي يدفع دكتورا جامعيا أو حتى مدرس في المرحلة الأساسية لديه اهتماماته والتزاماته خارج إطار عمله الرسمي إلى ملاحقة لقمة عيشه من خلال الدروس والمحاضرات الخصوصية دون ضوابط طيلة اليوم.

وأضاف، تصور أنك تستلم نصف راتب كل ستة أو خمسة أشهر بمعدل لا يصل حتى إلى 7% من مستحقاتك الرسمية، فوق ذلك يأتي هذا النصف الراتب في وضع اقتصادي غير مسبوق؛ لا ماء، لا كهرباء، لا غاز، لا أمن، لا تغذية، لا نظافة حتى القيم تم إفسادها، كل ما تقوم به السلطة جمع الاتاوات، والنتيجة أحداث يومية وعنف تمارسه السلطة القائمة والمواطنون فيما بينهم.

الأكاديمي ذكر بحادثة المرأة التي طلبت الطلاق من زوجها قبل أشهر فتم قتلها أمام المحكمة بكل برود وفرار القاتل والتي تم تشييع جثمانها قبل يومين قبل أن يتم إلقاء القبض على القاتل.

في ذات السياق وحول الوضع في جامعة ذمار سألنا أحد الأكاديميين وهو أستاذ مساعد في قسم الإدارة والمحاسبة عن وضع المُدرّس هناك والذي أجاب.. بأنه لا يَفرق الحال أبدا، مشيرًا إلى أن المعاناة هي نفسها لطالما ونحن نعيش مدخلات واحدة، لذا فإن المخرجات لا يمكن لها أن تتغير، المسألة رياضية بحتة ولا يمكن أن تكون النتائج إلا انعكاسا لما نحن عليه.

مؤكدًا أنه حتى عامي 2016 و2017 كان دخله شخصيا إلى جانب راتب التدريس قبل أن يبدأ في الانقطاع دخلا جيدا يصل شهريًا إلى المليون من خلال الاستشارات وغيرها. كل هذا انتهى بانتهاء الراتب الرسمي.

وأوضح أن كل ذلك توقف وارتفعت الأسعار وتدهورت العملة بشكل تدريجي، وعليك أن تتصور الوضع وأنت لديك أسرة مكونة من 5 أو ستة أفراد على الأقل أين ستذهب بهم.

وختم حديثه بالقول، لقد افتقدنا أشياء كثيرة غير  الراتب، افتقدنا مستقبل أبنائنا ومستقبل العملية التعليمية، فما يمر به البلد من الصعب ترميمه بسهولة، لأن نتائجه كارثية.